عندما اوجب الشرع على المستمع للخطبة الإنصات فلا بد و انه دعا لتجديد و ملامسة هموم المستمع بالفكر المتزن ليس فقط بالكلمات الموزونة لغويا فالمساجد بيوت الله بيوت أقيمت للذكر و الإصلاح و الدين جاء لعمارة الأرض وإصلاح البشرية .
فما بالها اليوم قد فقدت بعض من جاذبيتها و تأثيرها, لنعرف الأسباب علينا أن نعرف إن رسالة المنبر تتكون من ثلاث عناصر مرسل و مستقبل و موضوع, فإذا اكتملت هذه الثلاث أثمرت الخطبة و أنتجت خيرا ينتفع به الناس في دنياهم و بعد مماتهم .
لكن الخلل يبدأ من المرسل و هو الخطيب و الواعظ فهو العنصر الأساسي و الأول فبقدر علمه وفقهه و إخلاصه في نيته و حسن إلقاءه و صياغة كلماته و فهمه لواقع الناس و مايجذبهم أو ينفرهم تنجح الخطبة و تؤتي أكلها .
قال تعالى < يا أيها الذين امنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون >المستقبل هو العنصر الثاني لنجاح الخطبة فان كان يأتي للخطبة لإسقاط الفرض فقط و كعادة اعتاد عليها يمل عند إسهاب الخطيب و لا ينصت و لا يعمل بما يتعلمه و يتعظ بمن يذكره و يرشده وللأسف الكثير هكذا و يكون دافعهم لهذا أخطاء الخطيب في أحيان و عدم فهمه لواقعهم و متغيرات العصر و عدم ضبطه لميزان الترغيب و الترهيب فيصبح المستمع متململ من تكرار المعاني و الأطروحات و لم يتوقف التكرار هنا بل امتد إلى الأسلوب و الأداء وأصبحت تتسم بالرتابة وتضعف العاطفة , لذلك المسؤولية الأكبر على الخطيب فالخطبة صناعته و صياغته في شكلها و مضمونها و لإعادتها لدورها لابد من تذكير الخطباء بالتجديد و التنويع و الموازنة في الموعظة و التذكير المسلم بربه و الآخرة و ما ينفعه في دينه و دنياه .
بقلم
خاتم الشمري