مَنْ لي بصحبٍ ما يزالُ حديثهم
يأتي على قلبي كما يأتي المطر!
ليســوا بمنأًى عن ريـــاض غَضَّةٍ
فيها الورودُ تشكَّلت حَدَّ الصــور
ولقد برئتُ من الذين حــديثــهم
يُصْلي القلـوب بوابلٍ من كل شر
حســبي علــيهم ثم حسبي إنَّهم
جعلوا الحــياة بلا ظــلالٍ أو ثمر
جعلوا الحــيــاة مآسـيًا لا تنتهي
مكتوبةً بالهمِّ يصــحـــبهُ الضجر
*****
من لي بغــيرهمُ أنــاسٌ دونــهم
مرأى الجــِنانِ متيَّمٌ فيــها النظر
أشــتاقهم أشتاقُ عَذْبَ حديثهم
فـهمُ على قــلبي أَرقُّ مـــن الوتر
وألذُّ من كأسِ الـنديم وقد سرى
ليلٌ ورحَّبت النســــائمُ بالســَّحر
أوَّاهُ مــا لـــي مــا أزالُ أُحِبـُّـــهم
رغم التباعدِ رغم ما خَطَّ الـقدر
أَلأنَّهـم فـي ذاتِ يــومٍ قَـــدَّمــوا
لي ما أشــاءُ من النـسائمِ والزَّهر
فطـفـقتُ أَنْعَمُ بالـحــياةِ ولحـنُها
يَسْري إلى روحي ويخترقُ السُّتُر
أم إنني قــد كنـــت ذات شبيــبــةٍ
لا أفقهُ الدنـــيا ، ولا أدري الخــبر
لم أعـــرف الإنســان حقًّا ،إنـَّـمـا
أنا عاجزٌ عن كشف أقنعة البشر
ولأجــل ذلك قد أخذت مـسرتي
ونسيتُ أخذ الصادقاتِ من العبر
مــهـما يـكن أمـرٌ فـإنَّ حـديثـهم
مازال يأتيني كـما يأتي المــطـر!