( اليتيم ) الحلقة الأضعف في مجتمع قوي يتصارع لأجل البقاء .قال تعالى في كتابه الكريم " فأما اليتيم فلاتقهر "هنا ؛؛ نقطة ومحور الإرتكاز الذي يقوم عليه التعامل مع هذه الفئة التي خسرت عائلها وسندها والمصدر العاطفي وصمام الأمان والإستقرار النفسي .
فهل نكون معول هدم لإنسانيته وهدر لكرامته ؟
لابد أن يكون هناك نظرة تعاطف تُزرع في النفوس تجاه اليتيم ، نظرة حب تعيد له الأمل بالأخرين والثقة بالنفس ،ولابد أن تكون هناك ثقافة لها مؤشر شديد الحساسية تجاههم وميزان معتدل في التعامل مع اليتيم فلا إفراط بالدلال ، ولا تفريط بحقوقه وإنسانيته .
ولابد من تخليصه من النظرة الدونية حول نفسه ليستطيع الإنصهار والذوبان في مجتمعه وعدم بناء قلاع من الوحده والإنكسار والمرارة حول نفسه .
وهذا لن يأتي أبدا إلا بوجود المختصين والمرشدين للتعامل مع هذه الفئة التي لايغادرها الشعور بالمرارة والعلقم للفقد المبكر لأحد الوالدين أو كلاهما إلا نادرا .
والدولة لم تقصر أبدا في إنشاء دور للأيتام يقيهم ذل السؤال ويحفظهم من ضياع الشوارع ويوفر لهم حاجتهم وضرورياتهم ، ولكن هذه الدور قد تحمل داخل أروقتها موظف حُرم الإنسانيه فسلب هؤلاء إنسانيتهم ومرشد فاشل في توجيهه وإرشاده ومعلم مقصر في واجبه وكل هذا لأن الجهد المطلوب منه والمتوقع أن يقوم به يُصرف ليتيم ، كسير ، لطيم .
لذلك نحتاج إلى الضمير الحي في التعامل واختصاصيين مدربين ، ومشرفين مؤهلين ، وملمين بطريقة التعامل مع هذه الفئة سريعة الإنكسار والخدش من خلال دورات منظمة ومكثفة وكذلك جهة رقابية ذات صلة مباشرة مع الأيتام دون الحاجة إلى وجود وسيط بين الطرفين وكذلك خلق بيئة متوازنة تميل إلى المثالية والرفق في التعامل والتوازن في المعيشة والتصرفات لأنها ستخرج أفراد وتطلقهم بيننا ووسط المجتمع الذي نعيشه .
ألا يكفي هذا الصغير أن يعيش مرارة فقد كالعلقم بل أشد مرارة ؟ فهل نحرمه أيضا الأدب في التعامل وحسن التعايش مع الأخرين بطريقة تعاملنا معه .
قال الشاعر: -
ليس اليتيم الذي قد مات والده. . . . . .
إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلْمِ والأَدَب . . . . .
فالرحمة واجبة ، والإبتسامة صدقة ، والإحسان من مكارم الأخلاق .. واليتيم يستحقها كلها لأنه يفتقد في هذا العصر القاسي لإنسانيته وكرامته .. فلنتحلى بمكارم الأخلاق ولنحتسب الأجر فكل نفس رطبه لها حق الصدقة .
عبدالمجيد الذياب
( صحيفة عين حائل الإخبارية )
5 pings