أين دراسات التمريض العليا ياجامعاتنا
يبدو أن تخصص التمريض هو الأسوأ حظًا بين التخصصات العلمية بفعل التعقيدات التي مرت به وجعلته في مؤخرة الركب وكان البعض يلقي باللائمة على المجتمع في النظرة الدونية لهذه المهنة الإنسانية النبيلة غير أن الواقع يقول أن أصحاب القرار في وزارة التعليم والجامعات وراء إقصاء التمريض وجعله في ذيل القائمة !!
فبينما كانت التخصصات الأخرى يتخرج طلابها بدرجة البكالوريوس كان السقف الأعلى لمهنة التمريض هو الدبلوم والذي ظل عقدة تلازم المهنة وممارسيها حتى اليوم .
فليس معقولا أن مهنة بهذه الأهمية والمكانة لا يتوفر لممارسيها فرص لإكمال دراساتهم العليا خاصة التمريض الرجالي. فمن بين 25 جامعة حكومية و10 أهلية لا يوجد سوى جامعة الملك سعود تقدم مقاعد شحيحة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولا تلبي حاجة المئات المتعطشين لتنمية قدراتهم. ولا زلنا نتمنى من هذه الجامعة بحكم عراقتها أن تحقق رغبة المتقدمين من عناصر التمريض ممن عشقوا المهنة ويحرصون على تطوير أدائهم خاصة وأن كلية التمريض بالجامعة تحظى بسمعة عالمية وعميدها الدكتور أحمد أبو شايقة استشاري تمريض وخدم المهنة كثيرا وجهوده مقدرة على المستوى المحلي والخليجي ونعوّل على هذه الكلية أن يكون لها قصب السبق في فتح المجال أمام الممرضين والممرضات بزيادة عدد مقاعد القبول في برنامج الماجستير وكذلك فتح باب الماجستير الموازي والمسائي في كافة التخصصات التمريضية لتلبية حاجة المهنة حيث أصبح التعليم الموازي حلا يجب اعتماده في أقرب وقت لفك أزمة المقاعد وتحقيق أحلام الممارسين ممن يريدون تطوير قدراتهم المهنية والبحثية في ظل توفر البنية التحتية لدى هذه الكلية .
أما الجامعات السعودية فأصبح لزاما عليها إدراج هذا التخصص الحيوي ضمن مسارات الدراسات العليا مواكبة للتحول الوطني بالمملكة وتماشيا مع الحاجة الصحية للمجتمع السعودي الذي يتطلب وجود عناصر صحية مؤهلة لا سيما مع زيادة الطلب على الخدمات الصحية ووجود العجز الكبير في منشئاتنا الصحية سواء عجز القوى البشرية أو عجز الكفاءات من ذوي الخبرات والشهادات العليا . فقد وصلت تلك الجامعات الى حد التخمة من تخصصات "ضرب زيدٌ عمر" التي تقدمها منذ نشأتها فتحولت إلى شريانا يغذي سوق البطالة بينما لا تتجاوز مخرجاتها رفوف المكتبات بينما يتم تجاهل التخصصات الطبية كالتمريض الذي يفترض أن تحرص كل الجامعات على إتاحة الدراسات العليا فيه .
بقلم : إبراهيم الأكلبي
( صحيفة عين حائل الإخبارية )
@ibrahimalaklobi