يعتبر الأبناء هم المستقبل في خدمة دينهم ووطنهم ، وأنهم لذات أكبادنا ، وقطعة من أرواحنا وحتى نخلق جيل شامخ ناجح يخدم الآمة الإسلامية والعربية ، يجب على كل أب مربي أن يلتزم بعدة أمور تقود للنجاح ، ويتجنب بعض الأساليب السلبية في طريقة تربيته ، فعلى سبيل المثال ، عندما تتحدث مع ابنك يجب أن تتحدث معه بعقل رجل حتى وإن كان صغيرا لم يتجاوز الثالثة من عمره ، فأنت في طريقتك هذه تنمي لديه مهارات التحدث ، ومهارات التفكير التأملي ، أيضا عندما تريد الذهاب للمناسبات الكبيرة يجب عليك أن ترافق ابنك ليتدرب على معرفة الرجال ، ومعرفة العادات والتقاليد السليمة ، ومعرفة كيف يتحدث مع الناس ، وكيف يكون إنسانا اجتماعيا بعيدا عن الانطواء ، أيضا علم ابنك كيف يعتمد على نفسه في كل شي في حياته ، في المنزل ، أو في المدرسة ، أو أية مكان فكلما كان الطفل معتمدا على نفسه كلما كان قادرا على حل مشكلاته بنفسه ، وأنتم تعلمون أن من مفاهيم الذكاء هي قدرة الشخص على حل مشكلاته والاعتماد على نفسه ، أيضا راقب ابنك في تصرفاته وسلوكه وراقب أصدقائه واذهب معه إلى أصدقائه والتعرف إليهم كي لا يكون ضحية أصدقاء السوء والتهلكة ، فأسباب فشل الأبناء إهمال الوالدين وعدم معرفة أصدقائهم فالصديق كما يسمى لدينا الساحب ، إما أن يسحبه للخير أو يسحبه للشر ، ومن الطرق أيضا الإيجابية في تربية الابن صادق ابنك في رحلاته وكن صديقا له ، وحاول أن تكتشف ميوله وشجعه على النجاح ، فالتشجيع هو سر النجاح ، لا تحطم ابنك ، لا تحبط من معنوياته حتى وإن وقع بالخطأ اعط ابنك الفرصة في محاولة النجاح والتفوق في أمور حياته ، وحتى لا يقع ابنك في الأوقات القاتلة كالإجازات مثلا سارع في تسجيل ابنك في الأندية الرياضية فالرياضة ممتعة ، وتصنع شخصيته في الهمة ، والنشاط والحيوية ، وهناك دراسات كثيرة كشفت أن الشخص الذي يقوم بالرياضة أفضل من الناحية النفسية والعقلية ، أيضا من ضمن الطرق في التربية لاتعود ابنك على طاعة الخدم له ، فهذا خطأ كبير جدا جدا فالنتيجة في المستقبل غير مرضية و سيصبح الابن شخصا كسولا لا يستطيع أن يقوم بواجباته ، والاعتماد على نفسه ، وسيصبح ضعيفا في شخصيته معتمدا على غيره في أمور حياته ، وحينما يقع ابنك في الخطأ لا تستخدم أسلوب الضرب فهذا خطأ ، فأنت تزرع في قلبه العقد النفسية واللامبالاه ، فالطريقة المثلى السليمة استخدم الحوار معه ، والنقاش ، والتوجيه السليم ، والإرشاد ، والنصيحة ، والمواعظ ، والقصص الواقعية ، حتى تصل إلى نتيجة وحل ، وإن لم تنجح في هذه الطريقة ، فمن الممكن أن تستخدم أسلوب العقاب بالمثل ، أوالحرمان ،لكي يتأدب ويعرف قيمة ماكان عليه من نعم وخير ، واعلم أيها المربي أن الدلال الزائد للطفل سيزرع في قلبه وعقله الغباء ، والنعومة ، والاعتماد على الغير ، والفشل في حياته و في المستقبل ، فيجب أن تعود ابنك على الخشونة ، والرجولة ، وأن الحياة تحتاج للمواجهة والمسؤولية واتخاذ القرار والقدرة على حل المشكلات بنفسه ، وأخيرا اعلم أيها الأب أنك القدوة لجميع أبنائك فإن كنت صالحا أصبحوا الأبناء صالحين ، وإن كنت سيئا أصبحوا سيئيين ، وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال :( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ).
بقلم : د. وليد بن طراد الغيثي الشمري.