حدث في القرن الواحد والعشرين وتحديدا اليوم في ردهات ديوان الأمير عبد العزيز بن سعد أمير حائل أن شاهدت شخصيا كل ما قرأناه في كتب ألف ليلة وليلة عن شخصيات تجمع مابين الحكمة والذكاء والتواضع وجميع الخصال الحميدة حتى اعتقدنا أنها شخصيات من نسج الخيال لن يكررها التاريخ .
لكني اليوم أقولها يقينا ولا أبالغ بأني وجدت شخصية أسطورية في الشهامة والحكمة و التواضع ورحابة الصدر
ماذا يعني عندما تدخل إلى الديوان بالامارة لتسمع كلمة( أبشر) و(سم ) تصدح بصوت شجي يطرب القلب بنغمة منسوجة بالعطف والحنان والحزم كيف توحي لك كلمتين بهذه المدلولات جميعا في آن واحد ؟!
يحدث هذا عندما تسمعها من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد يرددها في وجه كل قاصد دون استثناء مع ابتسامة ووجه بشوش يفتح أمامك باب الطمأنينة بأنك وصلت لشخص لايضيع عنده حق . هكذا كان المشهد الذي وقف فيه أمير القلوب وسط الكبير والصغير . جمع غفير من عامة الناس بسطاء تجار وأصحاب مصالح وكل من لديه مطلب أو حاجة فتحت له أبواب الديوان وقلب أميرنا الذي مافتئ يرحب ويأهل بزواره بكل ما أمكن للود أن يتجلى متماهيا مع الجميع بدماثة فطرية أضف على ذلك التواضع في وقفته احتراما للأهالي التي رغم تواضعها كانت تقطر هيبة ووقارا، أما مايزيد الإعجاب في شخصية أميرنا المحبوب أن الله قد حباه بالذكاء والفراسة فقد كان يتذكر زواره بأسماءهم ويحفظ قصص الأهالي عن ظهر قلب ،وهل يفعل هذا إلا من كان الشعب ورضاه هو مبلغ همه.
ثم أن فصول قصة الديوان العامر لاتنتهي بالكلام فإن سموه رجل موقف فجميع المطالب كانت تتحول لتوجيهات لحلها والتعامل معها بأسرع وقت ووضعها حيز التنفيذ بجدية ودون تلكؤ، واستمر الوضع على هذا الحال حتى خرجت من الديوان الأميري يغمر قلبي السرور والإعجاب، أما ماحدثني به قلبي بعد أن رأيت مارأيت من صنوف العظمة متمثلا بشخصية أميرنا فإني قد تمنيت لو أني أجد بعضا من هذا التواضع والحب وسعة الصدر بين مدراء بعض الدوائر الحكومية في منطقة حائل ممن لا يتحلون بجزء من صبر وتفاني صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد الذي يستحق أن يكون مثالا يحتذى لكل من يحمل حب الوطن بين جانحيه ، فالرجال أفعال لا أقوال وهو غيض من فيض حكمة قيادتنا الرشيدة سدد الله خطاها ابتداء من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله ، ونحمد الله أن من علينا بولاة أمرنا الذين أكرموا الشعب دوما باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.
الاستاذ انور المحيسن
" صحيفة عين حائل الإخبارية "