أين وزارة الصحة
من عالمية النجاح في المدن الصحية
أفضل مؤشرات النجاح لبرامج وزارة الصحة في تسخير أمكانيات الجهات الأخرى لخدمتها كان عرابه برنامج المدن الصحية الذي يرأسه (27) أمير ومحافظ بمدن المملكة ويرتبطون بإدارة البرنامج بوزارة الصحة حيث لا تعتمد هذه المدن الا بعد العرض وأخذ موافقة معالي وزير الصحة ليبارك اختيار المدن وانضمامها الى هذا البرنامج الذي ساهم وباحترافيه عالية بتخفيض مؤشرات الخطورة للممراضة والوفيات بالمدن الصحية مما جعله أحد أهم البرامج القائمة التي ولدت من رحم الصحة ولم تجد الأهتمام المستحق داخل هذه الوزارة رغم انه شرعن عمل كل الوزارات تحت مظلتها كبرنامج عالمي تقره وتدعمه منظمة الصحة العالمية .
فعندما تستعرض نجاحات هذا البرنامج وتشاهد على مواقع المدن الصحية بالمملكة وأقرب مثال برنامج المدن الصحية بالمدينة المنورة الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان- أمير منطقة المدينة المنورة وأعضاء اللجنة التنفيذية للبرنامج هم رؤساء القطاعات واصحاب الصلاحيات بالمدينة الذين حرصوا على تفعيل دور المجتمع وتعزيز الصحة العامة ونظرا لكون البرنامج عالمي تدعمه منظمة الصحة العالمية فقد قام فريق من المدينة المنورة بعمل توأمه اقليمية بزيارة مدينة الشارقة الصحية بدولة الامارات التي تطبق منهجية البرنامج تحت مظلة حاكم الشارقة .
كذلك ما تم خلال الاجتماع الأخير للجنة الرئيسية لبرنامج مدينة الدرعية الصحية برئاسة صاحب السمو الأمير احمد بن عبدالله ال سعود محافظ الدرعية الذي بين اهمية تطبيق هذا البرنامج وفائدته للمجتمع وضرورة تعاون جميع القطاعات لتحقيق اهدافه في محافظة شعارها ( الدرعية محافظة بلا تدخين ) .
وانجاز محافظ بيشة السابق الاستاذ سعود التمامي الذي قام وبدعم وتنسيق من ادارة البرنامج بوزارة الصحة لزيارة اليابان وحضور مؤتمر كوبي للتحضر وبعد عودته مباشره قام بالعمل على جمع رؤساء القطاعات اعضاء لجنة البرنامج الرئيسية وساهم بالقضاء على حي عشوائي كان موجوداً منذ سنوات حيث شاركت جميع القطاعات بالعمل كل فيما يخصه لإنارة ورصف الحي واقامة الأنشطة والمهرجانات وإنشاء الحدائق والعناية بالمدارس والصحة العامة حتى أصبح ذلك الحي من أجمل وأفضل الأحياء ليساهم بذلك في تقليل المشاكل ومؤشرات الخطورة في هذا الحي .
اما البكيرية المدينة الصحية الأولى التي تم اختيارها عند اطلاق برنامج المدن الصحية في المملكة عام 98م حيث مثلت المملكة في عدة دول أوروبية مثل بلفاست بايرلندا وعرضت تجربتها هنالك بوصفها المدينة الصحية الأولى في المملكة ورشحت لمسابقة الأمم الراقيه في اليابان ، فهذه المدينة منبع فخر للمدن الصحية وماقام به رجال الأعمال واهالي البكيرية مدعاة للفخر والمشاريع كثر التي كان أول المستفيدين منها وزارة الصحة ( فعلى سبيل المثال عندما يقوم رجل الأعمال
السويلم بالمساهمة بطريق دائري طوله حوالي ثمانية عشر كيلو متر حول البكيرية بعد ان كانت الطرق الداخلية تكثر فيها الحوادث والاصابات ..هذا مشروع صحي وفر على مستشفيات الصحة الشيء الكثير وقلل نسبة الاصابة والوفيات ) وقس على ذلك في باقي المدن الصحية من الانشطة والانجازات الشي الكثير الذي لا يكفي المجال لسرده هنا والتي يجب ان يكون أول المباركين لهذه النجاحات هي وكالة الصحة العامة بوزارة الصحة .
لذلك وجب على وزارتنا الموقرة الالتفات ودعم هذا البرنامج الوقائي الذي وحد جهود كل القطاعات لتكون الصحة هي الهدف الذي يسعى إليه الجميع وبالتالي تسخير كل الامكانيات لخدمة صحة المجتمع وتحقيق البيئة الجيدة والحياة الصحية للإنسان الذي يعتبرهو محور التنمية المستدامة .
إن صحة الناس تستحق أن نخصها بالاهتمام والعناية حيث أن نسبة سكان العالم الذين يعيشون في المدن في تزايد حتى بلغت هذه المدن خارج نطاق حدودها بسبب الهجرة المستمرة في اتجاه واحد ( من الريف إلى المدينة ) مما جعل سكانها في الغالبية يتعرضون لأخطار متنوعة منها نقص توفر المياه النقية الصالحة للاستهلاك الآدمي ، وسوء المسكن ، وسوء الصرف الصحي ، وضعف التخلص من النفايات بالطرق الصحية ، وتلوث الهواء، وغير ذلك من الظروف البيئية السيئة التي أصبحت تحيط بالإنسان في ظل المدينة الحديثة بالإضافة إلى العلل النفسية والاجتماعية .
وفي سبيل مواجهة هذه الأخطار التي أصبحت تهدد سكان المدن في صحتهم ، انطلق مفهوم المدن الصحية الرامي إلى أن تكون بيئة المدينة في المستوى الذي يخدم الصحة ويعززها ، وهذا يستدعي أن تكون القضايا ذات العلاقة بالصحة والبيئة على رأس أولويات الدول والحكومات من خلال التنسيق المستمر والعمل المشترك من مختلف القطاعات ذات العلاقة بالإضافة إلى تضافر جهود جميع أفراد المجتمع لخدمة مدنهم وتنمية الحياة فيها وتعزيزها .
إن المحافظة على البيئة لم تعد من الأمور الثانوية أو التي يمكن إهمالها فالحفاظ عليها هو حفاظ على مستقبل الأجيال، فالبيئة هي البيت الكبير الذي نعيش فيه.
وختاما بأذن الله تعالي ثم بدعم حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وبتشجيع من أصحاب السمو امراء المناطق والمحافظين وتوجيهات معالي وزير الصحة سيمتد برنامج المدن الصحية ليغطي جميع مناطق المملكة هذا البرنامج الذي أصبح نموذجاً يُحتذى به بين دول إقليم شرق المتوسط وذلك طبقاً للتقارير الواردة من منظمة الصحة العالمية .
كتبه الأستاذ / سعود بن جمعة العنزي
(صحيفة عين حائل الإخبارية )