كعادتي كل يوم أطالع كغيري ما يستجد في ساحة مواقع التواصل، وما يصلني من رسائل عبر (الواتساب)، ولا شك أن بعض ما يصل من الإخوة الأصدقاء مقصده الترويح ورسم الابتسامة لدى الأحبة؛ وكم وددت أن تستثمر بقالب مفيد، وقد لاحظت كما لاحظ الجميع أن المعلم أصبح هدفا يقحم في بعض النكت والطرائف وهذا باب واسع للنيل من قدره بقصد وبدون قصد!
لم يعلم من يروج لهذه الرسائل أن الهدف عميق، وأنه يحمل في طياته كثيرا من معاول الهدم لأهم مقومات المجتمعات الناجحة، والإساءة إلى ركن هام وجندي لايمكن الاستغناء عنه!
لن أتحدث عن فضل العلم فلا يجهله أحد، ولن أتحدث عن المعلم؛ ولكنني سأخص المعلم بشيء من الفضل؛ وقد ذكره الله في محكم كتابة، وأبان فضله رسوله الكريم، وكان صلى الله عليه وسلم المعلم الأول للبشرية جمعاء، فبفضل حمل الرسالة وعلمها المنزل من رب العالمين بلغ مجده الآفاق!
يقول جل وعز:((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ))، والذين يعلمون ويعلمون نفعهم متعدٍ، ولذلك فإن شرفهم عند الله عظيم، ومنزلتهم كبيرة، ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))
ذُيلت إحدى الرسائل الساخرة بسؤال: ماذا قدم المعلمون للحجاج؟ وهو سؤال يحتاج للإجابة عنه إلى صفحات كثيرة بل مجلدات ولكنني في هذه المقالة سأوجز للقارئ الإجابة بنقاط مختصرة لبيان ما أثير حوله التساؤل:
○ إن المعلمين هم الذين يشرفون على خط الإنتاج الأول الذي يعتمد عليه الوطن في طاقاته وثرواته البشرية، ويشارك المعلمون كل من شارك في الحج بالأجر لفضلهم على المشارك بالتعليم.
○ إن المعلمين يشكلون النسبة العظمي في الانتساب للجمعيات الخيرية من خلال العمل والدعم، ومشاركتها في الحج لا ينكرها إلا جاحد.
○ إن مشاركة المعلمين في الكشافة السعودية في توجيه الحجاج وإرشادهم جهد كبير يجب ذكره وشكره حيث شاركت الكشافة في حج هذا العام١٤٣٨ بأكثر من (٨٠٠٠)فردا؛ علاوة على الإداريين والرؤساء.
○ إن النسبة العظمي من الدعاة والخطباء وطلبة العلم في الحملات والمخيمات هم من المعلمين.
○ يشارك المعلمون كل عام في استقبال الحجاج بالبشاشة والورود في المطارات والمنافذ البحرية والبرية.
○ لا ننسَ جهود المعلمين من خلال نشر الكتب المؤلفة في احكام الحج والدعوة عبر الإعلام المرئي والمسموع.
○ يخبرني كثير من أهل الوفاء قصصا عن مجالات كثيرة في الحج يحتسب فيها المعلمين وبدون أجر مادي أسأل الله أن يتقبلها ويجزل لهم الأجر.
○ تعزم الدولة على إقامة رياض موسمية للأطفال تخدم الحجاج والمعتمرين في مكة والمدينة فمن سيقوم عليها غير هؤلاء الجنود؟!
○ إن بلادنا تقدم بسخاء من أجل خدمة الحجاج وبلا توقف وتشكر كل عام ما يقدمه منسوبو التعليم من أعمال جليلة؛ لخدمة الحجاج والمشاركة في نجاح الحج ولله الحمد.
ومن المؤسف أننا بُلينا بمدمني الشهرة والنقد الهادم ليبحثوا عن المثير والمسلم به؛ ليبثوا سمومهم، وينالوا من المقومات الأصيلة في وطننا الغالي!
وختاما: أُورِدُ تغريدة لأحد المعلمين الأوفياء الدكتور عيسى الحيسوني وفيها يقول:
"على كتفيه يبلغ المجد غيره:
🔹إنه المعلم
🔹من لم يبلغه فضله اليوم فاته شرف العلم
🔹لا يجوز مروءةً أن ينال أحد من مقامه، وهو قد ناله خيره
🔹الإصلاح لا يقوم على نكران الجميل، وإنما على حفظ الحقوق والاعتراف بالفضل
🔹 ائتمنهم ولاة وأولياء، وهو قدرهم."
شكرا أيها المعلم الجليل، وجزاك الله عنا وعن كل طالب علمته عظيم الأجر وكبير الثواب.
✍🏻 بقلم: د.فايز بن سالم الحربي