لطالما حاولت النظريات الإدارية أن تبحث في سمات المدير القائد الناجح وصفاته وعوامل نجاحه، وكيف يمكن له أن يحقق إنجازاً مميزاً يُرضي به جمهور الناس
( العملاء المستفيدين) وكذلك يحظى بقبول ورضا موظفيه في ذات الوقت، وماهي الوصفة المناسبة لتحقيق مثل هذه المعادلة !!
وما تزال هذه النظريات تنسجم تارةً وتتعارض تارةً إلا أنها تكاد أن تُجمع على أن تحقيق تلك المعادلة ووجود مثل هذا القائد الناجح الذي يُرضي كل الأطراف هو أمر نادرٌ وقليلٌ نسبياً خاصةً وأن رضا الناس غاية صعبة لا تُـدْرَك بسهولة !!
لكن ذلك كله لم يكن مستحيلاً مع سعادة الأستاذ/ حمود الهديني رئيس بلدية الأجفر (أبو ممدوح).
أبو ممدوح يُقدِّم – عملياً – خلطةً نادرةً ومزيجاً متكاملاً متجانساً من عوامل النجاح وسمات القائد المثالي المُميز ؛ وبوصفةٍ أشبه ما تكون بالسحرية أو الخيالية التي قد
لاتبدو للوهلة الأولى أنها من عالم الواقع لكنها.. نعم... كانت واقعيةً ومُتجليةً في هذا الشخص.... باجتهادٍ دؤوب , وإخلاصٍ وتفانٍ , وبإدارةٍ جمعت بين الرفق والحزم استطاع الأستاذ/ حمود ليس فقط رسم الإبتسامة بل وأن يُزيّن هذه الإبتسامة ويُشكّلها على جميع الوجوه مُبتدئاً بوجه "مدينة الأجفر" التي عمِل في كل أركانها وتدَّخل في كل تفصيلاتها بشغفٍ وفنٍ ومحبة؛ حتى غدت معه باسمةً غراء جذلاء ، نابضةً بالحيوية ، مُشِعّةً بالشباب والإشراق.
ومَن عَرَف أبا ممدوح عن كثب فإنه عارفٌ بلا شك أنَّ همّ المسئولية وأداء الأمانة كان حاضراً معه دائماً وأبداً حاثّـاً زملائه وموظفيه – كما أعرف ويعرف من عمل معه – على أداء هذه الأمانة ومراقبة الله عز وجل في أداء العمل , وبذل الجهد كل الجهد في خدمة هذه المدنية وأهلها والصبر والمصابرة على ذلك.
وليست مرحلة تأسيس بلدية الأجفر هي فقط المرحلة المميزة في سيرة هذا الرجل
( وإنْ كان هذا كافياً بحد ذاته) مع ما يكتنف أعمال التأسيس دائماً من معوقات وصعوبات مما لا يخفى على أحد، وليست قرابة مدة هذه الثمان سنوات المزهرات اليانعات المثمرات من تأسيس ورئاسة أول بلدية بالمدينة هي أيضاً فقط "المحطة" البارزة في أعماله ( وإنْ كان هذا مُمَـيَّزاً وحافلاً بالإنجاز) بل الخارق والمدهش فعلاً أنه سبق هذا وذاك عملٌ دؤوبٌ من الرجل لمدة عشرين سنة ومنذ أن عمل موظفاً في البلديات خاصةً في بلدية الكهفة ؛ وهو يعمل جاهداً على لفت نظر المسئولين إلى " الأجفر" جنباً إلى جنب مع سعادة الأستاذ الشيخ/ حلو النهير رئيس المركز.
وينتقل اليوم الأستاذ/ حمود الهديني إلى مدينة "فيد" حيثُ عبق التاريخ، وآثار الأوائل، ورسوم الأجداد ووشومهم ؛ والتي أراد المسؤول بها خيراً ومزيداً من الإعتناء فكان تعيين أبي ممدوح رئيساً لبلديتها لفتةَ ثقةٍ من المسئولين بهذا الشخص ؛ وهو أهلها ورجلها ـ إن شاء الله ـ .
ونحن على ثقة أن أبا ممدوح سيستمر إن شاء الله – كما عوّدنا- في ممارسة ذلك العمل الماتع الذي يجيده حقاً مواصلاً هوايته المفضلة في التطوير والبناء والعمران.
كما تستقبل الأجفر – في نفس الوقت - سعادة الأستاذ المهندس/ فرحان النومسي الذي تسبقه سمعته العطرة، وسيرته المهنية الحميدة ... فمرحباً به وأهلا.
ربما يكون رضا الناس غاية أدركها أبو ممدوح أو كاد ؛ لكني أظن أن مثل هذا الرجل وبتلك المواصفات وبكل هذا الطموح والإجتهاد يصعب عليه أن ينال رضا نفسه... هذه النفس الباذلة التواقة المتدفقة بالعطاء غير المحدود ، جازماً بأنه ما يزال في جعبة أبي ممدوح المزيد والمزيد من الإنجاز المُشرِّف والمُميَّز.
حمود الهديني.... رئيس بلدية الأجفر .... ثم نضع لفظة (السابق) هكذا بين قوسين!! هي مجرد وصف أو كلمات تستقر بين ثنايا الملفات وعلى طيات أوراق السيرة المهنية حبراً قد تَـنْــدرِسُ معالمه , وتَــنْـمسِحُ ملامحه....
لكن ذاكرة الناس ــ ياأبا ممدوح ــ لا تتوقف كثيراً عند لفظة ( السابق) ...
إن ذاكرة الناس ـ يا أبا ممدوح ـ لا تنسى من عمل فأحسن ، وأجتهد فأصاب , وأخلص وأوفى....
وقبلها ذاكرة المدينة ـ ياأبا ممدوح ـ لن تنسى من نقش الإبتسامة على محياها وزَخْرَفَها....
ذاكرة المدينة لن تنسى أبنائها البررة ... ( أيها الإبن البار ).
وفقك الله ،،،،
د. محمد بن الحميدي الشمري
( صحيفة عين حائل الإخبارية )