منذ القدم كان الانسان يدون الاحداث عبر الراويات والقصص حتى تتناقلها الاجيال،بدأت الكتابة على بعض الوسائل التقليدية فتطورت المجتمعات وتغير معها وسائل التعلم ،حدثت طفرة كبيرة في كل المجالات فتركز لدينا الاهتمام بالتعليم اكثر لانه صناعة جيل وانصبا جل اهتمامنا بتوفير الاماكن وتحضيره لتواكب عجلةالتقدم لكن بقي التطوير فى وسائل التعليم بطئ جدا !
فعندما نتحدث عن مخرجات التعليم ووسائل التثقيف لدينا علامات استفهام كثيرة ؟؟؟
المتأمل اليوم في مناهجنا التعليمية يجد انها تعتمد بدرجة كبيرة على التلقين وحشو المعلومات بذهن الطالب دون مردود ثقافي
لتوضيح ما اود إيصالة لك ولتقريب وجه النظر سأقف على ماحدث في اخر تجمع كروي جمع منتخبنا مع المنتخب الياباني سعدنا بنتيجة الفوز والحمدلله لكن الشي الملفت للنظر هو مافعله الجمهور الياباني بعد المباراة بتنظيف مدرجات الملعب رغم الهزيمة !! وهنا تبرز ثقافة ذلك الجمهور وبلده ونتاج التعلم لديهم واثرها على الفرد والمجتمع ، وهو خير شاهد على ان التعليم ليس مجرد ملقن ومتلقى بل انتاج جيل يعمل بما تعلم، المبهر في الامر انهم تقبلوا نتيجة الهزيمة بصدر رحب ! و كأنهم يريدون تعليمنا بأن الهزيمة الحقيقية هزيمة اخلاق، ومبادئ وجيل لايحمل اي هوية ثقافية ، يخجلني كثيرآ مايحصل في بلادنا العربية عند كل مباراة من صعود ونزول واعتراضات كبيرة على النتيجة وتشاتم يندى لها الجبين ، مشكلة الاتكالية متأصلة عند البعض منا ولا اود التعميم فى ذلك
بحيث يغيب لديهم مفهوم ثقافة العمل بروح المسئولية والرقابة الذاتية، لا أريد ان أعري انفسنا كثيرا فهناك تصرفات من بعض صغار العقول لا تليق بمجتمعنا الاسلامي توثر هذه التصرفات الا مسئوله على سمعة بلده واهله ،فهناك الكثير من الامثلة الواقعية التي تدل على ما انتهى به الحال لبعض الاشخاص من قله الوعي والذوق العام فماحدث في احدى مناطقنا الجميلة من تصرفات بعض الطلبة بتمزيق للكتب الدراسية في نهايه الاختبارات غير بعيدا عنا كيف يصبح رد الجميل للكتاب والمعلم بهذه الطريقة ؟ وتناسوا مقوله "من علمني حرفا صرت له عبدا"وهي من الاعتراف بفضل ذلك المعلم، اين نتاج ماتعلموا تلك السنوات ؟ ومايحدث في المرافق والمتنزهات العامة من تدمير وعبث بمرافق كلفت الدولة الكثير من المبالغ المالية دليلا كافيا على ذلك الوضع حيث تجتمع بعض الاسر في جلسة جميلة بمكان أجمل ثم يهمون بالمغادرة انظر الى الفوضى العارمة وبقايا مخلفاتهم حدث ولاحرج ، يتعامل البعض مع هذه اﻷماكن تلك الحظة فقط وكانه يرتادهه لمرة واحدة وقس على ذلك وضع المساجد ودورات المياه في الطرقات الطويلة غياب القدوة المثقفة من اب او معلم او امام مسجد يعزز تلك السلوكيات السلبية، فتجد أحدهم يرمي بنفايات سيارته على الارض أمام ابن لة او طالب عند غير ابه بذلك التصرف المشين وتناسى إن إماطة اﻷذى عن الطريق صدقة وثقافة وحضارة ،ألم يحن الوقت كما قال خالد الفيصل "ﻷن نكون في مستوى كوريا وسنغافورة ونحن لدينا كل شي وما لدينا لا يتوفر ﻷي دولة على وجه الارض " نعم حان الوقت وهو متاخر، لابد من المواجهة وتصحيح المسار
فلا يليق بنا ان نخفي رؤسنا كالنعام عن سلبيات مجتمعنا بل يجب ان نبادر بالمعالج السليمة و الصحيحة وتغيير دور المعلم من ملقن الى موجه ومتفاعل.
نحن مقبلون على عام دراسي جديد نحتاج فيه للقدوة الصالحة لرفع مستويات التثقيف والتعليم عند أبنائنا في زمن الانفتاح الاعلامي، فلا نستهلك تلك العقول بالحشو المعلوماتي فقط بل بتعزيز الرقيب الداخلي والرقي الاخلاقي وتكثيف المناهج الثقافية بشكل كبير عند طلابنا، وان يكون هدفنا انشاء جيلا نافعا لوطنة وأمتة .
العنود سعيد
1 ping