تتنافس الشركات المصنعة للهواتف الذكية في إنتاج أنواع متعددة تتفاوت في قدراتها ومميزاتها وأسعارها وأحجامها وألوانها. كما تتنافس في تنصيب أحدث الأنظمة التشغيلية عليها وإضافة المميزات الخارقة والذكية لتعطي الهاتف قدرات تجعله الخيار الأول للمستخدم.
تقوم هذه الشركات بتحديث أنظمتها على هواتفها بشكل مستمر ومواكب للتطورات المستمرة على التطبيقات, لتكون قادرة على تشغيل هذه التطبيقات بشكل صحيح وسلس وبسهولة تامة. كما تقوم من خلال التحديث بسد الثغرات وتصحيح الأخطاء التي تظهر لاحقاً بعد الاستخدام. وكل ذلك لتتعايش هذه الأجهزة وأنظمتها أطول فترة ممكنة بكفاءة عالية وتلقى رضى المستخدم. فالجهاز الذي لا يتطور نظامه ولا يتم تحديثه فإنه يصبح عاجزاً عن مواكبة التطبيقات وأيضاً غير قادر على منافسة الأجهزة الأخرى. وبالتالي التوقف عن تصنيعه.
وهكذا فإن النفس البشرية وسلوكنا وعاداتنا اليومية هي كالنظام تحتاج إلى تحديث بشكل دوري. نحتاج إلى تطوير دائم يشمل جميع نواحي الحياة. تطوير في علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى, وعلاقاتنا مع أرحامنا وأصدقائنا وأحبابنا, وكذلك في علاقاتنا مع بيوتنا وأطفالنا وزوجاتنا. نحتاج إلى سد الثغرات وإصلاح الخلل في نظامنا المادي والغذائي والصحي والأخلاقي والسلوكي.
هناك من يعيش كما هو منذ وقت طويل لم يحدث أي تغيير في حياته ولم يتطور نظامه لعشرات السنين, سوى أن الزمن قد مضى وتغير لون شعره إلى البياض ووهن عظمه وضعفت صحته وازداد عمر من حوله وكبر أطفاله وشاخت زوجته. يمارس يومياً نفس النشاط ويلتقى نفس الأشخاص ويأكل نفس الطعام ويكرر نفس الأخطاء. حتى في أسفاره يذهب إلى نفس المدينة ويسكن نفس الفندق ويزور نفس المكان ويمارس ما يفعله في كل عام.
أضف إلى حياتك هوايات, أثر عقلك بالقراءة والاطلاع والمعرفة. جدد علاقاتك, صل رحمك, شارك في الأعمال الخيرية, أضف إلى قاموس كلماتك مفردات جميلة وإيجابية بدلاً من اللعن والشتم, غيّر سلوكك في العمل, زد من انتاجيتك, أعد ترتيب مصاريفك المادية وراجعها. تعرّف أكثر على أطفالك وزوجتك وتحدث معهم ولاطفهم واجعل منهم أصدقاءك الجدد. كن صاحب مبادرة وطاقة إيجابية أينما وُجد وُجدت السعادة.
راجع نفسك, وحدّث نظام حياتك كما تحدّث نظام هاتفك الجوال. فالحياة أقصر مما تتخيل فقد لا يمهلك الوقت لتقوم بذلك لاحقاً.
د . عبدالعزيز النخيلان
Twitter: @alnokhilan
Alnokhilan.worpress.com
3 pings