الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد مضت ثلاثون يوماً على رحيل شقيقي متعب سعود السويلم ، رحمك الله أبا ريتال ، صاحب الابتسامة المشرقة والقلب العطوف ، لقد كان يوم الخميس 29-1-1439هـ، فاجعة عظمت علينا حينما رحلت عنا بلا موعد لكن موعد مع الله سبحانه وتعالي ، كان الفراق كبير ولم أعد أسمع إلا صدى صوتك يرن في أذني ، ولا يمكنني إلا أن أعود لصورة وجهك الحبيب ، قد أصبح كل شيء بطيء بعد الفراق... أخي متعب إن الفراق نار ليس لها انطفاء ولا يشعر بها إلا من اكتوى بنارها ، الموقف تصديقه صعب ، ولم نستوعب الرحيل ، لقد تمنيت أن يكون حلما ونستيقظ منه بل كان حقيقة مؤلمة ، لقد تحولت أجمل اللحظات التي كنا نعيشها معاً إلى ذكريات مؤلمة يقطر لها القلب دماً ، لقد حزنت قلوبنا على فراقك ، ولازالت أرواحنا تشتاق لك ، فلقد عشت كريما عاقلًا حكيماً تملك الرأي واستشرناك كثيرًا فكنت صائب الرأي ، مهذبًا في تعاملك ، سمتك الصمت ، كنت تنتظر الاجازات حتى نراك وترانا ونجتمع سوياً ، كنت حريصاً على عمل الخير نعم لقد تركت سيرة حسنة في قلوب الناس ، لقد اتسع صدرك للجميع دوماً تميزت بالأخلاق والقيم النبيلة والذكاء الهادئ ، كان لديك طموح وآخرها حصولك على درجة البكالوريوس من جامعة تبوك ولقد حدثني كثيرا عن مواصلة علمه والارتقاء .
لقد رافقت والدك لمكة المكرمة والمدينة المنورة لقضاء العشر الأواخر من رمضان بالحرم خدمة للوالد جعلها الله في موازين حسناتك، وقبل وفاتك بأسبوع قد أبلغت الوالدة بأنك سوف تأخذها لأداء العمرة في القريب لكن الموت حال دون ذلك.
أبا ريتال لازلت تسكن القلب ونلتمسك كل دقيقة وساعة ويوم، حبيبنا ستظل ألسنتا تهتف بالدعاء لك رحمك الله يا متعب الشهامة والشجاعة والكرم، لقد أتعبنا رحيلك لكننا راضون بقضاء الله وقدرة وبإذن الله أنك من أهل الخير وما شهدناه من كثرة المشيعين والمعزين والمتأثرين برحيلك من علامات حسن الخاتمة فجزاهم الله خير ونسأل الله أن يعوض شبابك الجنة.
نايف بن سعود السويلم
محاضر بجامعة جدة
28-2-1439هـ
المقالات > إليك يامتعب…
نايف بن سعود بن سويلم
إليك يامتعب…
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1407153/
3 pings