لقد سئمنا نحن العرب من "جلد الذات" فأرهقنا أنفساً عضاً وركلاً وتأنيباً وبالغنا كثيراً في انتقاد أنفسنا ولومها على ارتكاب الأخطاء بل وبرمي التهم عليها جزافاً وكذباً وزوراً مما ألحق بنا الأذى وجعلنا نتذيل قائمة الأمم بعد أن كنا رأسها.
ولعل من أشهر ما ينعت به العرب أنفسهم في جلد ذواتهم هو اتهامهم لأنفسهم بالخيانة وعدم الوفاء في كل أمور الحياة وهذه الصفة -الخيانة-تهمة اتهم بها العرب أنفسهم بل وقرنوا مع الخيانة (عدم الوفاء) برغم أن كليهما يدل على معنً واحد نعرفه كلنا وكأن العرب يريدون أن يثبتوا الخيانة على أنفسهم بإردافها بعدم الوفاء فيقولون (نحن العرب جرب خيانة وعدم وفاء).
لاشك أن التاريخ أثبت وفاء العرب وعدم خيانتهم وهناك أمثلة كثيرة لايتسع المجال لذكرها وعلى سبيل المثال لا الحصر اشتهر مثل بين العرب يدل على وفائهم فقيل : (أوفى من السموأل) والسموأل رجل عربي ضرب به المثل في الوفاء وله قصة مشهورة مع امريء القيس وهناك الكثير والكثير من القصص التي تثبت أن العربي وقبل الإسلام كان يتصف بصفات حميدة أقرها الإسلام منها مثلاً حفظ حقوق الجار وإغاثة الملهوف والشجاعة والشهامة والمروءة وإكرام الضيف والنخوة وغيرها من الصفات التي تأصلت في نفوس العرب وضربت في جذورها داخل أعماقهم حتى توارثتها الإجيال تلو الأجيال وستدوم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
إن كتّاب ورواة وشعراء العصر الحديث وبكل أسف هم من جلد الأمة العربية فأحرقوها وحاربوها بأقلامهم حتى أن العربي نفسه يتمنى أن يخرج من بوتقة العرب حينما يقرأ لهؤلاء الشرذمة بل وهناك من هاجر عقلياً وجسدياً من أرض العرب وهذه الحرب ضد العرب من أبنائهم المستغربين لاتشكل سوى نسبة ضئيلة من توجهات العرب بشكل عام لأن الشعراء والمفكرين الذين كانوا يكتبون عن خيانة العرب كانوا يكتبون من مقاهي شارع الشانزليزيه ومن حديقة الهايد بارك ومن أمام تمثال الحرية لقد هربوا من أنفسهم وعروبيتهم فأصبحوا هم الخونة وليس نحن الماكثين في صحرائنا المدافعين عن أمجادنا وبطولاتنا ونتعايش مع كل صغيرة وكبيرة تحدث للعرب.
*همسة في أذن الشعب السعودي العربي:
الجزيرة العربية منبع العروبة ومنبع بناء القصيدة العربية ومنبع الفحولة والرجولة والشجاعة والإقدام والكرم وإغاثة الملهوف والجائع ومنبع الأبطال ومنجم الرجال ولعل من يمثل هذه الجزيرة هم أبناء الشعب السعودي هذا الشعب العظيم بقيادته الحكيمة شعب لايحل بأرض إلا وتتبارك شعب رفع اقتصاد دول لم تكن شيئاً مذكورا وهبط باقتصاد دول كانت تتمخطر على أنها أعلى دخل فرد بالعالم طبعاً بتآلف الحكومة وبقيادة والدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي العهد الغالي على قلوبنا سمو الأمير محمد بن سلمان إننا كشعب سعودي وبكل لحظة وصلاة ندعوا الله أن يحفظ قادتنا وأن يديم الأمن على وطننا ونجدد في كل لحظة الولاء والبيعة لقيادتنا حفظها الله.
أيها الرجال والنساء والكبار والصغار من الشعب السعودي العظيم اعلموا أنكم أعظم الشعوب وفاءً وأعظمها إخلاصاً وأعظمها تمسكاً بالأخلاق الفاضلة فحافظوا على تراب وطنكم بالاتفاف حول قيادتكم الحكيمة واحتوائها كما هي احتوتكم منذ سنين وجعلتكم تنامون هانئين بينما يعاني من هم حولنا من عدم استقرار وحروب وبرد وجوع.
أيها الشعب السعودي إياكم وجلد الذات بإطلاق النكت الساذجة والتراشق فيما بينكم سواء بإطلاق عبارات خادشة ولا أتورع أن أوردها هنا كي أكون أكثر صراحة إياكم أيها الرجال أن تصفوا النساء بصفات تضحكون بها غيركم حتى قرن الغير صفة (الركبة السوداء) بالمرأة السعودية وهي أبعد ماتكون عن هذه الصفة فالمرأة السعودية هي زوجتك وأختك وعمتك وخالتك وبنتك وفي المقام الأول هي أمك فلماذا نطلق عليها هذه الصفة المكذوبة لنضحك بها غيرنا فعليكم أيها الرجال أن تتورعوا عن كل مايسيء للمرأة السعودية الشريفة.
وإياكن أيها النساء أن تصفن الرجل السعودي بصفة مهينة من باب إضحاك الغير على الرجل السعودي الرجل الذي دافع عن الإسلام في كل الأوطان فانهمرت دماء الشبان السعوديين في جبال الأفغان والشيشان وفي سهول البقاع والجولان وامتزجت دماؤهم في مياه دجلة والفرات كل ذلك دفاعاً عن الدين والشرف فلا تصفن هذا الرجل بصفة (الفنيلة والسروال) والتي أصبحت وللأسف صفة مقرونة بالرجل السعودي رغم أن الجميع يلبس مايلبسه السعودي ولكن نحن من جلد ذاتنا بذاتنا.
علينا أيها الشعب السعودي العظيم وفي مثل هذه الأوضاع الغير مستقرة التي تعيشها الدول المجاورة علينا أن نلتف حول بعضنا البعض ونتآلف ونتراحم فيما بيننا ونكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ومن ثم علينا الاتفاف حول قيادتنا الحكيمة وأن نكون معها كالبنيان يشد بعضه بعضا.
أيها الأم السعودية أيها الأب السعودي أنتم شعب حباكم الله وأنعم عليكم وأصبحتم تعيشون على هذه الأرض المباركة فاحمدوا الله على ذلك وأصلوا في نفوس أبنائكم حب تراب هذا الوطن وحب قيادته رسخوا صورة قادة هذا البلد في عقول وقلوب أبنائكم اجعلوهم يحبون ولاة الأمر بصدق وشغف وحمية واجعلوا الدفاع عن الدين والمليك والوطن هو شعار أبنائكم فوالله دين كالإسلام و مليك كسلمان ووطن كالسعودية كل هؤلاء يستحقون أن نموت شهداء دونهم.
أيها الشاب السعودي أيها الفتاة السعودية إنكم تنتمون لأطهر البقاع وترفلون برغد عيش يحسدكم غيركم عليه فاحمدوا الله آناء الليل وأطراف النهار على النعم فبالشكر تدوم النعم ولا تزول واحمدوا الله أن هيأ لهذه البلاد ولاة أمرٍ همهم الأول أن تعيشوا بسلام وأن تكونوا أسركم مستقبلا وتعيشوا بأمن وأمان.
أيها الشاب السعودي وأيتها الفتاة السعودية لاشك أن محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا الأول وهو معلم البشرية ومن بعده صحابته رضوان الله عليهم فعليكم أيها الشباب أن تجعلوا رسول الله قدوتكم في كل شيء.
أيها الشباب السعودي انتزعوا صور القادة غير السعوديين والتي وللأسف افتخرتم بها دون العلم بالشخصية الحقيقية لأصحابها انتزعوا صورة صدام حسين وصورة جيفارا وصورة هتلر وصورة مارلين مونروا انتزعوها من كاباتكم ومن سياراتكم ومن قمصانكم انتزعوها الآن وارموها فهؤلاء لايستحقون أن نعلق صورهم في صدورنا إنما من يستحق ذلك هو صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز آل سعود وأبنائه الملوك من بعده هؤلاء هم من يستحق أن نعلق صورهم في قلوبنا وعلى صدورنا ونلبسها تاج على رؤوسنا فبالله عليكم ألا يستحق رجل كالملك عبدالعزيز أن نفتخر به كونه وحد هذه البلاد بعد أن كانت حروباً طاحنة يأكل فيها القوي الضعيف نعم يستحق رحمه الله أن نبجله ونترحم عليه فرحمه الله.
أخيراً وليس آخراً أيها الشعب السعودي العظيم اعلم أن خيرات وطنك تعدتك لغيرك فملايين العرب والأجانب من جنسيات متعددة وألسنة مختلفة يعيشون بعد فضل الله ونعمته على فضل ونعم هذا البلد العظيم الذي أعاش مواطنيه ومقيميه وأغاث أسراً ملهوفة وأطفالاً جياعاً يعيشون خارج حدوده لقد أصبح وطنك السعودية مصدر رزق للشعوب الأخرى وسلة غذاء للدول القاصية والدانية فاحمد الله أيها السعودي في كل وقت على النعم فكما كررت وأكرر النعم تدوم بالشكر فحافظ عليها بالشكر من الزوال رحمني الله وإياك.
آخراً....
أيها التاريخ اعلم أنك لا تستطيع طمس أمجاد الأمة العربية مهما حاول أعداؤها واعلم أيها التاريخ بل وسجل أن الشعب السعودي هو أعظم شعب ستروى حكاياته على مر عصورك فلتقف للعرب وللسعوديين موقف احترام وتقدير فهم من سطر حروفك في الزمن أيها التاريخ.
بقلم:
خالد حمد العبيد
( صحيفة عين حائل الإخبارية )
1 ping