تشعر أحياناً بشيء من التعب والخمول, وعدم الرغبة بعمل أي شيء حتى لو كان من الأشياء التي تعشق تكرارها. تلاحظ أنك بكامل عافيتك وقد نمت لساعات طويلة, ولكن هناك شيء ما يحدث لك لا تعلم ما هو.
ببساطة هناك من سلب طاقتك الايجابية وسرقها دون أن تشعر, وأيضاً دون أن يتعمد هو ذلك. سلوكه وطريقة تعامله معك تجعل منه سارقاً لطاقتك مقتاتاً عليها يقضي بقية يومه مستمتعاً بطاقتك, تاركاً إياك مسلوباً منهوباً بلا طاقة ولا انتاجية وبمزاج غير جيد.
أربع شخصيات هي من تستطيع سرقتك. وستكتشف أنهم من حولك وبشكل دائم. سأحاول تبسيطها قدر الإمكان ليسهل فهمها:
الأولى هي (المتسلط) الذي يمارس عليك السلطة والقمع والحد من حريتك وشعورك بالاضطهاد والتحكم, كالمدير المتسلط والأب والأخ والزوج والزوجة أو أياً كان له سلطة عليك.
الثانية هي (الغامض) وهو الذي يجعل مِن حوله هالة من الغموض والتساؤل, يجيد المراوغة بعدم الافصاح عن أفعاله وتحركاته ومقاصده. يجعلك دائم التفكير فيه باحثاً عن حقيقة أمره دون أن تشعر. وعندما تسأله عن أمر ولو كان بديهياً لا يعطيك الاجابة واضحة. حيرتك هي مبتغاه. ابتعد عنه لا تجعل الهالة الغامضة من حوله تجذبك للبحث أو الفضول فسيتعبك كثيراً ويسرق طاقتك.
الثالثة هي (المُحَقّق) أو كثير السؤال والمراقبة. يحسسك دائماً أنك تحت أنظاره ويهمه أمرك كثيراً ويبحث من خلفك عن أخطائك وزلاتك. يسألك حتى تملّ ويجادلك حتى تيأس ويناقشك دون توقف. كثير المغالطة والجدال, تتعب كثيراً بالإجابة على أسئلته ونقاشاته وكأنه محقق. لا تجعل له الفرصة ليفترس طاقتك.
الرابعة هي (الضحية) الذي يكثر التذمر من حاله فهو ضحية مستهدف من مديره ومن زوجته أو زوجها, ضحية الزمان والمكان, ضحية الحظ العاثر. هو مسكين جار الزمان عليه وتركه الأحباب والأصحاب, لا يجد مالاً يغطي احتياجاته, فما يملكه لا يستحق الذكر وما يملكه غيره ولو كان يسيراً فهو من حظه الحسن. يجعلك تتعاطف معه وتأسف لحاله وتتأثر كثيراً لما هو عليه. مبلغ سعادة عندما يكون مريضاً ليتشدق بالشكوى ويبالغ بالأعراض ولو كانت بسيطة وعارضة. فاحذره فهو لطاقتك سارق.
سيمر على مخيلتك الآن بعض الأشخاص الذين تتعامل معهم يومياً, وتنطبق عليهم بعض هذه الشخصيات. أما البعض فأنت متأكد تماماً بأنه يجيد وبإتقان جميع تلك الشخصيات فهو أربعة في واحد. لا تسمح لأحد أن يسرق طاقتك, ويجعل حياتك بلا انتاجية ومليئة بالفشل.
د.عبدالعزيز النخيلان