يقع على عاتق كل ام واب في المقدمة تنشئة أطفالهم واستخدام أساليب التربية الصحيحة منذ الطفولة ,وتطبيع الكثير من القيم والعادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع. فالأسرة هي المسؤولة عن تشكيل اللبنات الأولى من شخصية الطفل فهي بذلك تكسب الطفل عن طريق استخدام التوجيه والتشجيع والتعزيز والعقاب سلوكه وترشده الى ماهو مقبول او مفروض في هذه البيئة.وبالاخص هنا رعاية الأطفال الموهوبين فالمربين هم أول المسؤولين عن اكتشاف أطفالهم. الذين لابد ان يكون في تربيتهم منهجية خاصة ليتم صقل شخصياتهم ويسمح لمواهبهم ان تظهر على السطح. (موسى 2003)
ومن الممكن ان يكون لدى المربين تطلعات مستقبلية بشأن طفلهم بناءا على ارتفاع نسبة ذكاءه او أدائه الأكاديمي المتفوق مقارنة بأقرانه وغيرها من الصفات الإبداعية الغير متعارف عليها وهذه التطلعات تنتقل الى الطفل وقد وجدوا في استبيان اجراه(rimm&kaufman) في العديد من المهن الغير اعتيادية تم اثبات جدارة النساء بها فقد وجودوا ان المربين لهؤلاء النسوة مارسوا عليهم تنبؤات مرتفعة. (Gary A.Davis & Sylvia B. Rimm&siegle).
وهذه التطلعات والتوقعات من الممكن ان تكون إيجابية إذا كانت تتناسب مع خصائص وسمات الطفل الموهوب فتكون واقعيه وقابلة للتحقق وتعتمد بذلك على ما يمتلك الوالدين من وعي حول ما يمكن الوصول اليه، وبالمقابل من الممكن ان تكون سلبيه ويواجه الطفل فيها العديد من الضغوط والكثير من الاحباطات لأن التوجه الذي وجه له غير صحيح ولا يتناسب مع اهتماماته ولا يلبي احتياجاته ولكن والديه يرغبون به ويطمحون اليه وليس طفلهم الموهوب.
فا والدان الطفل قد يجتهدون في الحصول وجمع المعلومات واشراك الطفل في العديد من المناشط والبرامج والمسابقات لاستغلال فرص ربما قد لا تتوفر لاحقا،وقد يتباهون في وصف إنجازات وابداعات أطفالهم لأنهم أفضل من غيرهم ويسعدون ويتفاخرون بما قد يحصل عليه ويحققه هذا الموهوب من مستويات عالية على كافة الأصعدة مؤمنين انهم يمتلكون العديد من الجوانب الإبداعية والمميزة فليس من المهم مساعدتهم مرهقين بذلك أطفالهم James T. Webb)Janet L. Gore&Edward R. Amend&Arlene R. DeVries&,)
نجد ان ممارسة مثل هذه الأفعال غير صحية على المدى البعيد وتعود بأضرار جسيمة على نفسية الطفل الموهوب وعلى أيضا الاسرة لما يتمتع به من حساسية مفرطة تجاه الأشياء وينظر الى الأمور بطريقه قد نعجز نحن الآباء عنها فلندع أبنائنا يفعلون ما يرغبون وليس ما نطمح ان نكون عليه نحن . بحدود ما يتوائم معهم وينمي قدراتهم وبوعي منا بخصائصهم الفريدة ,وأيضا بتوجيه مناسب منا كمربين مستعينين بذوي الاختصاص, فنكون بذلك معينين ومساعدين لهم لا مختارين فلنراعي ان أطفالنا ليسوا مرآة لما لم نحققه.
بقلم : الهنوف عبدالعزيز الجلهم