من منطلق رعاية المملكة لأبنائها الموهوبين لاستثمار طاقاتهم على اكبر قدر ممكن في جميع المجالات وعنايتهم بها فقد وجهت العديد من البرامج والخدمات التي اعتمدتها مؤسسات تابعة لها كوزارة التعليم ومنها التسريع كأحد الخدمات الموجهة للموهوبين في تجاوز الصفوف الدراسية في المراحل التعلمية المختلفة.
ويقصد بالتسريع تقدم أسرع للطالب عبر مراحل تربوية تتناسب مع مستواه العقلي بغض النظر عن عمره وصفه الدراسي (جروان) ويعد التسريع كأحد أفضل الممارسات التربوية التي تمكن المعلم من تنمية جميع المهارات الأكاديمية والانفعالية والشخصية للموهوبينGross, Miraca U & van Vliet, Helen E)).
وأشار (جروان) على دراسة تيريمان"الأب لحركة تعليم الطفل الموهوب " انه عندما يتم تقديم التسريع للطفل الموهوب بشكل مبكر كلما تمكن من استغلال سنواته في بلورة ابداعه وصقل موهبته في العديد من المجالات العلمية دون إضاعة الكثير من الوقت.
وبالرغم من أن الفوائد العديدة التي يقدمها التسريع للموهوبين سواء أكان تجاوز صفوف او الدخول المبكر للمدرسة أو الجامعة لكن هناك معارضة لاستخدامها بسبب العديد من المخاوف على تكيف الطالب الاجتماعي او على الصعيد النفسي او من الأفضل ان يبقى الطلاب مع اقرانه ممن هم في نفس المرحلة ,وقد تكون هذه المخاوف صحيحة في حالة التسريع الغير مبني على أسس واختبارات صحيحه أو اعتماد التحصيل كمؤشر وحيد أونسبة الذكاء , ولكن في حالة التسريع المدروس جيدا فهذه المخاوف غير صحيحة وقد اكدت الكثير الدراسات الطولية (غروس، 1993، 2003) على فاعلية التسريع من الناحية الاجتماعية والانفعالية طويلة المدى (Neihart, Maureen)
وترى سوياك ان الطلاب لم يواجهوا أي عقبات او تردد بسبب تغير وضعهم النفسي والاجتماعي بل أقاموا علاقات صداقه مع ممن هم اكبر عمراGross, Miraca U & van Vliet, Helen (E)
ولجعل التسريع اكثر فاعلية وفائدة للطالب الموهوب يجب الاهتمام" بقياس الاستعداد الاجتماعي والنضج العاطفي، والدافع" بجانب المقاييس الأخرى, )Neihart, Maureen (
وختاما من الممكن ان تلعب الخصائص الشخصية للطالب المسرع ,وأساليب التربية الجيدة وثقة الطالب بنفسه ,وكفاءة وتدريب المسؤولين عن هذه الخدمات دورا إيجابيا او سلبيا ويجب على جميع الأطراف المعنية الوعي التام بتبعات هذا التسريع , وعدم رفضه لمخاوف وتصورات لا أساس علمي لها ,وحرمان الطالب من فرصة تدفعه لإبداع في المستقبل لا حدود له فالموهوبون طاقات يجنى ثمارها في المجتمع.
بقلم
الهنوف عبدالعزيز الجلهم