كانت جميلة وقلبها يرفرف بالفرح ...
أحلامها تعانق السماء و روحها مفعمة بالأمل الذي يدفعها دائماً لتكون في القمة.
انتهت السنة الأخيرة من الثانوية العامة لريم وتخرجت بتفوق غير مسبوق أسعد الأسرة جميعاً لكن لم تعلم تلك الفتاة أن أحلامها التي طالما أسقتها بدموع عيناها الساهرتين ستتحول يوم ما إلى شبح يفتك بها .
حصلت ريم على بعثة إلى الولايات المتحدة وعمّ الفرح الأرجاء فقررت الأسرة الهجرة إلى هناك لإتمام دراستها .
أقلعت الطائرة بريم وأحلامهم في سماء ألا مستحيل لترويها من جعبة الماضي الحزين وأمل المستقبل, فتحط رحالها في لوس انجلس....المكان والأجواء غير مألوفة للأسرة لكنهم مع الوقت يعتادون ذلك..
في الساعة السابعة مساءً...؟! ريم تستعد للخروج للجامعة
قالت الأم لا تتأخرين كثيراً كي لا أقلق عليكِ.
خرجت ريم وهي على يقين بالعودة .
استقلت سيارة أجرة كي تقلها للمحاضرة وفي طريقها تشاهد ريم الولايات بعيونها وليس بعيون الحكايا التي كانت تسمعها .
وضعت سماعات الجوال في أذنها لتسترخي مع تلك الموسيقي الهادئة.
وفي منتصف الطريق ..!؟ تخرج عصابة مكونة من ثلاثة رجال يوقفون السائق بالقوة ويطلبون منة إخراج الفتاة لهم، غزا الخوف قلب ريم .
السائق يسألهم ماذا تريدون من الفتاة ؟
لطم أحدهم الرجل على وجهه ليرتمي أرضاً.
ريم تصرخ وتقول ماذا تريدون مني؟؟؟!!
لم يلتفتوا لتلك الصرخات ولم يكترثوا لخوفها .
قاموا بإغلاق عيناها وتكبيل يداها ثم هربوا بسرعة جنونية ...
الساعة تشير إلى العاشرة والنصف من الليل بتوقيت لوس انجلس
الأم تتحدث للأب ..!
ريم تأخرت كثيراً عن عودتها !!؟
الأب يقول : لا تكترثي كثيراً أنتي في قلق دائما نحن في دولة تضبطها قوانين صارمة.
الأم تحاول الاتصال بهاتف ريم النقال لكن دون جدوى ومرّ الوقت ولم تأتي ريم ولم يتمكنوا من الاتصال بها .
الخوف تمكن من قلب والديها وأدركا أن هناك شيء في الخفاء حصل لريم ..؟!
في الجانب الآخر السيارة التي تقل ريم تتجه لطريق مجهول والخوف قد أكل قلب ريم
لا تعرف أين وجهتها .؟؟!
تصل السيارة إلى مكان مظلم ومخيف بيت قديم بعيد عن أصوات الحياة .
ينزلون ثم ينزع أحدهم الغطاء عن عيناها ،فتفاجأت ريم بالمكان هو يوحي للناظر من أول وهلة أنه بيت مسكون بالشياطين ... بيت مخيف ... مكانه مهجور ...
مسك أحدهم بيد ريم بقوة و بعنف طرق الباب ...
برهة من الوقت !!!
خرجت عجوز بشعر أبيض وهيئة مرعبة
قال لها أتيت لك بضحية أخرى سوف تدرّعلينا مال كثير .
ريم أيقنت أنها وقعت في قبضة مجرمين .
قالت العجوز: من هذه ؟
شكل ملامحها تدل على أنها عربية الأصل .
قال لها: لا تكثري الكلام هذا ليس شأنك افعلي مطالبته منك .
في الجانب الآخر الأسرة أصابة القلق والتوتر من اختفاء ابنتهم مما اضطرهم للإبلاغ عنها .
الأم تثرثر على نفسها وتبكي وتقول قلبي يقول لي أن أمراً ما سيحصل لنا في هذه الرحلة ..
تمر ساعات طويلة والأسرة في حالة ترقب لعلَّ خبر يأتي عن الابنة أو ترجع لهم سالمة.
هناك في البيت القديم حكاية أخرى ورعب قاتل.. حيث العجوز والعصابة ..
العجوز تحدث الفتاة وتقول لها يالله قدرك التعيس !! أتعرفين أي مصير يواجهك ؟؟
ريم ترد والخوف والبكاء ملأ حناجرها .أرجوك أمي وأبي سيكونون في خوف وقلق كبير .
العجوز تغلق الباب بأحكام ثم تختفي فجأة.
قليل من الوقت وإذا بفتاة سمراء تدخل الغرفة وتمسك بيدي ريم تحاول أن تنفلت منها ريم لكن دون جدوى !!
أشياء غريبة في المكان تثير التساؤل ؟!
سرير أبيض وأدوات بجانبه على الطاولة مقص، إبر ،شاش ،قطن ، وعلب شفافة مغلقة .
العجوز تقول لريم أتعرفين ماذا سيحصل هنا!؟ ريم صامته لا تعرف أي مصير يواجهها !!
العجوز تقول: أنا طبيبة وقد جاءت بي تلك العصابة إلى هنا من أجل أن أقوم بعملية بسيطة لك . لاتخافي سينتهي الأمر بسهولة .
صعقت ريم بما سمعت حتى أغشي عليها من شدّة الموقف .
جاءت الفتاة السمراء ومعها أخرى ليحملن ريم على سرير الموت فتغرز تلك الإبرة اللعينة في عضد ريم ،استلقت ريم كالميتة لا تعلم ما يفعل بها.
الدماء تسيل من يدا تلك المتوحشة ،تأخذ المقص وتلك الأدوات لتقتلع أغلى ما تملك ريم ؟؟! إحدى كليتيها .
وفي أثناء هذه اللحظات كانت المنطقة تعج بالشرطة والوالدين في وضع سيئ يرثى لهم.
أشرقت الشمس لتبدد ظلام الليل وظلام ريم وأسرتها كان طويلا جدا ،انتهى كل شيء
الساعة تشير الى 2 ظهر من اليوم التالي
فتحت ريم عيناها بصعوبة، نظرت للمكان وكان المشهد كالسراب
تلك الفتاة السمراء بجانبها تغط في نوم عميق ،تحاملت على نفسها ريم لتكتشف الجريمة ..
أحست بشيء يقبض جسدها لتعود مرة أخرى طريحة الفراش ،صرخت بوجه تلك المرأة قائلة ماذا فعلتم بي ؟ لماذا لا أستطيع التحرك ؟! المرأة نظرت لريم بشفقة كبيرة قائلة لها: أنا حزينة لأجلك ،أنتي مثلي ضحية تلك الوحوش 'سارقي أعضاء البشر '
تلك الكلمات جاءت على عقل ريم كالصاعقة انتفضت من الفراش لكن اضطرت للعودة مجدد للسرير.
أخذت تبكي بشدة حتى لم يبقي في جفونها دموع ...
بقيت صامتة فترة طويلة...
العجوز بعد هذا التعب ذهبت لقيلولتها
ريم طلبت من المرأة ان تساعدها في الهروب من هذا المكان المخيف
المرأة قالت لها أنتي ليس باستطاعتك الهرب بهذا الوضع ،تحتاجين وقت حتى تتحسن حالك.
ريم أحست بلعنة تلك الرحلة عليها وعلى أسرتها ، اجترت ريم أوجاعها وأحزانها وطلبت من المرأة مساعدتها فالوقت ليس في صالحها ،اشفقت المرأة على الفتاة وقالت دعيني أراقب الوضع.
العجوز لم تستيقظ إلى الآن ،حلَّ الليل وتجاهلت ريم كلّ الألم الذي في جسدها
لتخرج بمساندة المرأة السمراء من وكر الاشباح .
ليكون لريم لقاء مع الظلمة مرة أخرى ،ولكن هذه المرة لريم مع الظلمة لقاء مختلف
منحها الهروب من الأشباح .
بخطوات خفية وأجواء باردة نجحت ريم والضحية الأخرى بالتحرر
خرجتا دون معرفة الوجهة ولا الطريق الذى يرشدهن لبرّ الآمان
بثقل ومساندة من رفيقة ريم قطعتا نصف المسافة حتى انفلق الفجر ...
بدأت الظلمة تنزاح عن الكون ليهدي القدر تلك الفتاتين فرصة أخرى للحياة
رجل يعيش بكوخ بالقرب من مكانهما
قالت ريم للفتاة: أنا لم أعرف اسمك إلى الآن الخوف افقدني صوابي
قالت الفتاة : اسمي حليمة ، الرجل انتبه للفتاتان
حدّث نفسه: ماذا أشاهد قد يكونا اشباح كيف وصلنا الى هنا ؟!
حليمة رأت الرجل ولم تصدق عيناها قالت لريم أترين ما أرى
أدارت ريم نظراتها وقالت : أنه رجل ،نعم رجل الحمدلله سنطلب المساعدة منه بسرعة ،
اقتربت حليمة وهي تساند رفيقتها بصعوبة ..
عندما شاهد الرجل حالة ريم اطمئن قليل ،وقال لنفسه: قد يكونان تائهتان في هذه الجبال .
وصلت الفتاتان إلى الرجل وقام بتقديم المساعدة العاجلة لهما ،حيث أن ريم مريضة وتحتاج إلى عناية فائقة، حكت حليمة للرجل ما حدث لهما من رعب ومغامرة كئيبة
فقال لهما الرجل : اطمئنا انتنّ بأمان سوف أقدم لكنّ المساعدة لكن بعد أن تأخذا قسط من الراحة .
دخل الأمان لقلب ريم و رفيقتها بعد معانة مع الخوف ...
ثم بعد فترة غير طويلة قام الرجل بمعرفة مواصفات المكان الذى تعيش فيها أسرة ريم .
وقام بإيصالهن لأقرب مركز شرطة
الساعة تشير إلى 6صباح بتوقيت الولايات
الهاتف يرن ...!!
الأم تجري مسرعة لتسمع أجمل خبر في الصباح .
توقظ الأب وتخبره بعودة ابنتها .
خرج الوالدين إلى مكان ريم، وصل الأب والأم إلى مركز الشرطة .
عندما شاهدا منظر ريم !!!
تحولت تلك الابتسامة إلى قلق وضجيج من التساؤلات ، ريم ارتمت في أحضان والديها وهي تبكي بشدة وحرقة
علم الوالدان أن ريم ليست بخير ....
حليمة تقول للوالدين ريم مريضة تحتاج للمستشفى
الوالد من أنتي؟
ماذا جرى لريم ؟
سردت حليمة القصة المرعبة للشرطة وللوالدين
سقطت الأم من هول الصدمة
الاب أحس كما أحست ريم بلعنة تلك الأحلام و تلك الرحلة
ريم ترقد بالمستشفى لفترة ..
ثم ينتهي كل شيء...!!؟؟
يقبض على تلك العجوز وعصابتها ،وتعود ريم وعائلتها إلى الوطن بعد أن اجتاحت الظلمة مستقبل الأسرة واصبح مصيرها مجهولاً. ..
تعود ريم وقد تركت خلفها جزء ثمين من جسدها ...
عندما يتحول البشر إلى أشباح ظلام ووحوش تتحول الحياة إلى غابة سوداء.........
العنود سعيد
( صحيفة عين حائل الإخبارية )
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓