لقد تفشى وانتشر في مجتمعنا بل وفي المجتمعات التي سبقتنا أن هناك فرق بين الذكر والرجل و وصف الذكر بأنه فسيولوجياً ذكر أي أنه يتصف بصفات الرجال الشكلية مثل وجود الشارب و اللحية وأشياء أخرى ولكنه يفتقر لصفات الرجولة كالكرم والشجاعة والمروءة والنخوة والشهامة أما الرجل فهو المتكامل المعالم والذي لايمكن أن يكون ذكراً فالرجل من يمتلك صفات الرجولة الحسية والمعنوية أما الذكر فهو من يمتلك الصفات الحسية فقط بل إن البعض للأسف يرى أن هناك فرق كبير بين الرجل والذكر لأن "الرجل" لابد أن يكون "ذكر" ولكن ليس بالضرورة أن يكون "الذكر رجل" فقالوا (للأسف) أن كل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل واستدلوا بذلك من القرآن الكريم في مواطن كثيرة حيث ورد ذكر (الرجال) في مواطن العز والشهامة والعبادة والتقى.
وقالوا بأن كلمة ذكر وردت في القرآن مقرونة بالأمور الدنيوية وأنا أتفق مع من قال هذا الكلام وهناك من طلبة العلم والوعاظ من فرق بين الرجل والذكر من خلال القرآن وأنا أقول بأن من فرق بين رجل وذكر في القرآن الكريم تجاهل آيات قرآنية ذكرت الرجال في مواطن لاتمت للرجولة بصلة وسأورد لكم ثلاث آيات ورد فيها ذكر الرجال كما قلت بصورة لاتمت للرجولة بأي شكل من الأشكال.
أول هذه الآيات في سورة النساء قوله تعالى : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ) هنا وردت كلمة الرجال في حالة ضعف فهل من الرجولة ألا يستطيع الرجل الهجرة من مكان الكفر إلى مكان الإسلام هنا نقف قليلاً بأن الرجولة يعتريها الضعف والنقص وقلة الحيلة لأي سبب كان وفي الآية ورد مساوات الرجال بالنساء والولدان والمساوات هنا في الضعف كما أسلفت وبقلة الحيلة.
الآية الثانية من القرآن والتي وردت فيها كلمة الرجال بشكل مخالف لما يراه المجتمع من تبجيل لكلمة رجل وتمجيدها في سورة الجن وعند قوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) هنا الرجال استعاذوا بغير الله فهل من الرجولة أن تستعيذ بغير الله وتقول إذا نزلت وادٍ ( نعوذ بسيد هذا الوادي من شرّ ما فيه)؟؟!!
وللأسف يرد رجال الجن فتقول: ما نملك لكم ولا لأنفسنا ضرّا ولا نفعا!!
هذا جبن وعدم شجاعة بل وأعظم من ذلك شرك بالله أن تستعيذ بغيره فهل الجبن وعدم الشجاعة والشرك بالله من الرجولة؟؟!
هل تريد أن تكون ذكراً مؤمن بالله أم رجل مشرك بالله؟!.
أما الآية الثالثة فلا أدري تجاهل الكثير من الناس وطلبة العلم لها وكأنهم يقرأون القرآن بعين واحدة ومن زاوية واحدة!
هذه الآية وردت في سورة الأعراف قال تعالى : ( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ) أمن الرجولة أن يؤتى الرجال شهوة من أدبارهم؟!
لا أستطيع أن أتوغل أكثر في تفسير هذه الآية فهي واضحة كعين الشمس.
نستخلص مما سبق أن كلمة الرجال وردت في القرآن بشكلين متنافرين منها ماهو جميل ومنها ماهو مسيء .
وقفة:
لتعلم عزيزي القاريء أن كلمة رجل معناها (الذكر) البالغ من بني آدم!!!
يقول تعالى :( للذكر مثل حظ الأنثيين ) وهذا في الميراث فلو قال (للرجل) لخرج الأطفال من الميراث ولأصبح من يرث هم البالغين فقط ولكن الله قال (للذكر) تشمل الطفل والغلام والشاب والرجل والكهل كذلك ينطبق الكلام على الأنثى.
عزيزي القاريء لابد أن أوضح لك الآن أن كلمة ذكر وردت في القرآن في مواطن رائعة ولتعلم أن استجابة الدعوة ليست مقتصرة على الرجال بل إن الله تعالى يستجيب دعوة الذكر والأنثى ولايضيع عملهما مهما كان قال تعالى في سورة آل عمران :(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ).
كذلك الجنة ليست مقتصرة على الرجال فقط بل إن الذكور يدخلون الجنة قال تعالى في سورة النساء :(
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ).
أيضاً الذكور يحيون حياة طيبة إذا تعلقت قلوبهم بالله وأحسنوا نواياهم وسخروا حياتهم لله وعملوا الصالحات قال تعالى في سورة النحل :(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )
إذاً عزيزي القاريء نستخلص مما ذكر أنه لافرق بين كلمة رجل وكلمة ذكر فكل رجل ذكر وكل ذكر رجل.
فبعض الرجال يدخلون النار وبعض الذكور يدخلون الجنة والعكس صحيح.
تحياتي:
أبوغيث💮
1 ping