ما بين الإنغلاق والإنفتاح مسافة طويلة وقطبي تنافر وتناقض في المفاهيم والمعايير والضوابط الإجتماعية والدينية والإقتصادية ..
لذلك يلزمنا ثقافة بمؤشر عالي الدقة للوصول الى المنطقة الحرة التي تقع في المنتصف ، تلك المسافة التي تمنحنا بطاقة العبور إلى مرفأ الأمان الفكري ، حتى لايفسر الإنغلاق بالجهل والتخلف ولا يترجم الإنفتاح بالإنحطاط والتوحل .
منذ عهد قريب كان مفهوم العيب ولعنات العار هي السائدة والمخيمة في العقول فاختلطت مبادئ الدين السمحة برهاب العار الإجتماعي ، فأصبح الدين يقيد بإطار العادة المجتمعية فالخروج للأنثى عار وعيب لأنه حرام وسهام الريبة والشك تطاردها ، نقاش المرأة وحديثها عار وعيب لأنه بالمفهوم الشعبي حرام وانحلال وتحل عليها لعنات السماء والبشر ، وقوف الشاب في السوق أو الشارع أو الحديقة عار وعيب يدخل منظومة التحريم لأنها مخالطة مقصودة ، وانتهاك وتجاوز من الأعين والأيدي والأقدام
اصبحت التصرفات اليومية تترجم مابين العار والحرام لذلك تقهقرنا نحو الإنغلاق خوفا من ملاحقة العار والتجريم بالوقوع في الحرام .
فكان لابد من انتفاضة جريئة تخلصنا من كهوف الخطيئة والمغالاة في الإعتقاد والتجريم
إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، الدين الإسلامي هو دين الإنفتاح والحرية ولكن وفق ضوابط شرعية لاخلاف عليها ، لذلك تم الإستناد على هذا المرفق والمبدأ للإنطلاق نحو الإصلاح المشروع بدون إفراط أو تفريط ، الإعتدال المجتمعي والمنهجية الوسطية هي المبتغى والهدف المنشود
فالأنثي هي النصف الأخر الذي يعمل في البناء والنمو الإقتصادي والإجتماعي وكل النواحي الحياتية لذلك لزم خروجها وقضاء حاجتها بنفسها واختلاطها بالغير ضمن إطار المسموح دينيا واجتماعيا ملتزمة بحجابها وأدبها ، فلا يعني حقها في التعامل مع الطرف الأخر وخروجها للبناء والعمل والنهوض بالحياة أن تتحلل من قيمها ومبادئها وأخلاقياتها
للأسف عندما اعتمدت الدولة مبدأ المنح لأجل العطاء ، والتسهيل لأجل التعجيل أتخذ الامر صورة التحرر الخاطئ من بعض المنحلين والمنحرفين وظهور بعض الأصوات القبيحة والمرفوضة مجتمعيا ودينيا .. فالمخالطة للحاجة لاتعني الرقص في الشارع ، وتمايل الأجساد وتلامسها ولاتعني المطالبة بتقنين المساجد وخفض صوت الأذان ومنع الصلاة وشعائر الدين المختلفة ولاتعني المهاترات والتقليعات الغرببة والشاذة من بعض الشباب والشابات بإسم الإنفتاح والحرية .
نحن مجتمع محافظ حريتنا تنطلق من عقيدتنا وبحسب حاجتنا لانريد العودة لكهف العصور السحيقة ولكننا أيضا نرفض الإنطلاق اللامحدود بعيدا عن بعض القيود الضرورية أو الثوابت العقلانية
لذلك فلنقف في حدود الوسطية ما بين الإنغلاق والإنفتاح
ويا لهول وبؤس الجنوح إلى أحدهما وملازمته .
*إضاءة* :-
~~~~~~~~
الإنفتاح لايعني التجاوز ، والإنغلاق لا يعني التقوقع ... لقد حددت بلاد الحرمين بولاتها الأمناء والذين حفظوا الأمانة سياسة الوسطية واتاحت للجميع الحرية دون تمييز ... ولكنها ستضرب بيد من حديد كل من يحاول زعزعة الأمن وإثارة الفوضى ومغالطة مفهوم الإنفتاح الذي تعمل عليه غير متهاونة بتعاليم الدين الحنيف
1 ping