معذرةً أيَّها القاريء العزيز و أنا أدعوك لتغوص معي في مناقب شخصٍ يُشَرِّف أهله ووطنه و جميع من يعرفه ، إنه عبد الكريم حسن عبد الكريم القحطاني المعروف لدينا بابي حسن ، فهو رجل أخلاق قبل أن يكون رجل أعمال ، فمنتوجه (عصائر كريم ، و مياه كريم ) تحت مظلة كريم للصناعات الغذائية KFI يعرفه السوق السعودي . وهو نموذج للأنسان السعودي الراقي و المثالي و المثقف ، و لا أريد أن أقصم ظهره . ففي السودان مثل باللهجة العامية : ( الزول ده تأكل و تَقُش في ثوبه ) وهو مثل يُضرب للسماحة و الكرم و الجود و حُسن الخُلق . و معنى المثل إذا أكل الفرد طعاماً بيده بدلاً من أن يغسلها بالماء يمكنه ان يمسح بها ثوب ذلك الرجل الذي بجواره ... و الرجل الذي مُسِحَ بثوبه الطعام يتقبل ذلك الفعل بصدرٍ طيب رحبٍ كناية عن سماحة خُلقه و سعة حلمه .
قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه و سلم : ( و إنَّكَ لعلى خُلقٍ عظيمٍ .) 4 القلم
فخصَّ اللّه تعالى الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه من كريم الطباع و محاسن الأخلاق من الحياء و الكرم و الصفح و حسن العهد بما لم يؤته غيره ، ثم ما أثنى اللّه تعالى عليه بشيءٍ من فضائله بمثل ما أثنى عليه بحسن الخُلق .
قالت أم المؤمنين عائشة رضيًَ اللّه عنها : ( كان خُلقهُ القرآن يغضب لغضبه و يرضى لرضاه .) وكان الحسن بن علي رضيَّ اللّه عنهما إذا ذُكرَ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ، قال : ( أكرم ولد آدم على اللّه عزَّ وجلَّ و أعظم الأنبياء عليهم الصلاة و السلام منزلةً عند اللّه أتى بمفاتيح الدنيا فاختار ما عند اللّه . )
من تواضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يأكلُ على الأرض و يجلسُ على الأرض و يقول : ( إنَّما أنا عبدٌ آكلُ كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد .)
من سيرته العطرة أخذ منها عبد الكريم القحطاني حسن الخُلق و التواضع و شعاره في ذلك : إنَّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم . ومع تلك الخصال الحميدة تلازمه صفة الكرم و جبر الخواطر فهو عند قومه صاحب قيادة و رأي و يشهد له جميع من يعرفه بحسن الخُلق و التعامل الراقي ، ففيه نجد قول الشاعر :
هو البحرُ من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف و الجود ساحله .
الأخلاقُ هي الجمالُ الحقيقي للإنسان فإذا اجتمعت مع حسن الوجه كانت نوراً على نور ، و هنا أتذكر قول الشاعر :
وهل ينفع الفتيان حُسن وجوههم
إذا كانت الأعراض غير حسانِ
فلا تجعل الحُسن الدليل على الفتى
فما كل مصقول الحديد يماني
بارك اللّه في الشيخ عبد الكريم حسن القحطاني و جعله ذخراً لوطنه و متعه بالصحة و العافية فهو حقاً أبا حسن و الخُلق الحسن .
* آخر الأوتاد :
قيل للأحنف بن قيس : ممن تعلمت حُسن الخُلق .؟ فقال : من قيس بن عاصم . فبينما هو ذات يومٍ جالس في داره إذ جاءته خادمة له بسفود ( أي عود من حديد - السيخ ينظم فيه اللحم المشوي ... الكباب كما هو معروف ) عليه شواء حار ، فنزعت السفود من اللحم و ألقته خلف ظهرها فوقع على ابنٍ له ، فقتله لوقته . فدهشت الجارية ، فقال لها : لا روع عليك انت حرة لوجه اللّه تعالى .