تطوير الموارد البشرية
Development of human resources
يأتي التطوير في مقدمة اهتمامات واضعي سياسات التنمية البشرية لما له من بعد مؤثر في تحقيق أهداف المنظمات وبرامجها المخططة، حيث يعكس مقدار الجهود التي تبذل بهدف الارتقاء بالمستوى العام للمنظمات بما يحقق لها القدرة على حل المشاكل ووضع الإستراتيجية المستقبلية المناسبة التي تكفل لها تحقيق برامجها الإنمائية المستهدفة.
فالتطوير عملية مخططة تهدف إلى زيادة فعالية المنظمة وقوتها من خلال تغيير سلوكيات الفرد والمجموعات وبيئة المنظمة، وأنظمتها وباستخدام معارف وتقنيات علوم السلوك التطبيقي (Beach, 1985).
ويعتبر الهدف الرئيسي من عملية التطوير هو الإحساس بالتزام الرقابة الذاتية بين العاملين والاعتراف بالمشاكل في المنظمة ومن ثم اتخاذ الطرق الكفيلة لحلها ، ومن خلال هذا الهدف يمكن أن تتفرع أهداف أخرى (Thomason, 1990). ومن هذه الأهداف تطوير قدرات الأفراد ومهاراتهم بشكل يتناسب مع التطورات التي تفرضها أساليب العمل أو متغيرات البيئة كذلك تغيير سلوك الأفراد وأساليب العمل بالشكل الذي يتوافق مع متطلبات العمل وإحداث التغيير. والعمل على تطوير لا مركزية اتخاذ القرارات في مواقع العمل وتغيير الهياكل التنظيمية والإجراءات لمسايرة التقدم والتطوير .
وتستخدم عملية التطوير مفهوم النظم System Approach كأساس في إحداث التغيير. فالمنظمة عبارة عن أجزاء مكملة لبعضها البعض ، ومن الصعب إحداث التغيير في جزء من المنظمة دون أن يترك هذا التأثير بصماته على أجزاء أخرى. وتعتمد على قبول وتعاون كل فرد من أعضاء التنظيم ومشاركته الفعالة في العملية . وتركز عمليات التطوير اهتمامها على تنمية المناخ الداخلي للتنظيم الذي يتكون من مجموع العناصر الإنسانية وما يتم بينها من تفاعلات وعلاقات، مع الأخذ في الاعتبار المناخ الخارجي وما قد يحدث فيه من تغيرات . ومع اتجاه عملية التطوير إلى المستقبل من خلال إعداد المديرين للتعلم من المواقف والتجارب الحاضرة وكيفية علاج المشاكل المحتملة في المستقبل نستطيع القول بأن التطوير ليس تشخيصاً فقط ولكنه عمل تنفيذي يركز على الإنجاز والنتائج . (Keritner & Kiniki, 1992)
فهد صالح المطير
طالب دراسات عليا في إدارة الموارد البشرية
جامعة حائل 2018