هذا المبدأ نشأ منذ أن وحدت هذه البلاد على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود غفر الله له لأنها دولة قامت وبإتفاق بين القيادة والشعب على تطبيق الشريعة الإسلامية على الجميع حاكم ومحكوم فنشأت المحاكم الشرعية للنظر بالقضايا التي تمس المواطنين فيما بينهم ونشأت المحاكم الإدارية والتي كانت تسمى قديماً ديوان المظالم أنشأ نواتها المؤسس غفر الله له والتي تعنى بالنظر بتظلم المواطنين من بعض الإجراءات الحكومية من قبل بعض الوزارات والكل تخضع أحكامها لإجراءات دقيقة بالمصادقة على أحكامها من جهات علياء ممثلة في المحكمة العلياء .
ولم نسمع طيلة السنوات التي عشناها على أرض هذا الوطن والتي تمتد لما يزيد عن نصف قرن عن إجراءات تعسفية أتخذت بحق أي مواطن حاول المساس بأمن الدولة ولا تتعامل المملكة العربية السعودية مع مثل هذه الفئة بإسلوب التصفيات بعمليات إرهابية داخل أو خارج البلاد مثلما يحدث في بعض البلدان العربية او الأجنبية وذلك لمكاسب سياسية أو غيرها لأن مثل هذا الإسلوب لا يتوافق مع مبدأ شريعتنا الإسلامية السمحاء والمجال هنا لا يسع لذكر أمثلة أتخذتها الحكومة ضد أشخاص ممن حدث منهم تجاوزات ولم تنتهج معهم اسلوب تصفيات وغيرها بل أوقفوا وسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم عبر محامون من ذوي الخبرة وبحضور ذويهم وتكفلت أحياناً الدولة بدفع تكاليف مرافعاتهم ممن لم يستطع دفع التكاليف ثم حوكموا وعوملوا خير معاملهم وبعد خروجهم أعينوا من قبل الدولة معنوياً ومادياً .
ثم أن المنطق والعقل يجعلنا نؤمن تماماً أن إسلوب التصفيات الجسدية ليس له مجال بيننا كحكومة وشعب لأننا نعيش في بلادنا كأسرة في بيت واحد القائد ممثلاً بالملك يحفظه الله هو رب الأسرة وبقية الشعب أبناءه يجالسهم ويستمع لهم ويقضي حوائجم من شرق البلاد الى غربها ومن شمالها لجنوبها فلسنا دولة حزبية يريد حزب أن يعلو على الأخر بسد أفواه منافسيه بمثل تلك التصفيات لأن القناعة موجودة لدى عامة الشعب أن البقاء لله ثم لحكامنا من آل سعود رضي من رضي وأبى من أبى .
وأكبر دليل على السير على هذا النهج أننا نعلم بوجود أبواق ممن عاشوا في هذا البلد ويحملوا الجنسية السعودية بأنهم للأسف إختاروا لأنفسهم ومنذ عدة سنوات العيش خارج البلاد وتسليط أبواقهم الدنيئة من النيل من حكام وشعب هذا البلد لغرض تفكيكه فباءت ولله الحمد محاولاتهم بالفشل رغم دعمهم مادياً ومعنوياً من دول معادية ولم تأبى أو تلتفت الحكومة أو الشعب لما يروجوه من مكائد وأكاذيب ولم تفكر حكومتنا الرشيدة بالنيل منهم أو تصفيتهم وهي بالفعل قادرة على ذلك فثلما يقال بالمال يصير المحال لكنها دولة ذات مبدأ لا يتغير مهما طال الزمن وكما تفعله بعض الدول والأحزاب الشيطانية والتي باءت محاولاتها بالفشل ولله الحمد للنيل من هذا البلد وحكامه .
وما قصة إختفاء الكاتب جمال خاشقجي بعد أن راجع قنصلية بلده في إستنبول لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة به والخروج منها بكل تقدير له كمواطن إلاّ سيناريو جديد يراد به النيل من سياسة ومبادىء المملكة العربية السعودية تروج له وسائل إعلامية معادية كقناة الجزيرة الخبيثة وغيرها ولكن الرد الرادع لتلك الترويجات الذي توّجه ولي العهد محمد بن سلمان أعزه الله بإستعداد المملكة أن تشارك السلطات التركية في التحقيقات عن إختفاء ذلك الكاتب بل وتجاوزاً لكل الأعراف الدولية أستعدت بأن تدخل السلطات التركية القنصلية السعودية هناك للتفتيش عنه وهذا يدل على ثبات قادة المملكة على مبدأ الحفاظ على المواطن وخدمته حتى ولو تجاوز حدوده وأخطاء فيعالج وضعة بموجب قوانين البلاد المبنية على الشريعة الأسلامية .
ولا أستبعد أن وراء إخفاء ذلك الكاتب أيادي خفية معادية مدعومة من جهات معادية لخلق مثل هذا السيناريو الخبيث ضد المملكة وسوف تكشف الأيام بعون الله تلك الأيادي كما كشفت قضاياء مماثلة في بلدان عدة حفظ الله بلاد الحرمين من كيد الكائدين الأشرار
كاتبه
عبدالرزاق بن حمو الحسين الشغدلي
حرر في 27 / 1 / 1440هـ
المقالات > ( السعودية مع شعبها )
عبدالرزاق الشغدلي
( السعودية مع شعبها )
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1440406/