دائماً يراودنا شعور الرغبة للعودة إلى
الماضي..
ويتملّكنا إحساس الأمان والبراءة كلما عادت بنا الذاكرة للوراء..
نشعر بأن الماضي أكثر صدق ووضوح وأن الحياة في الماضي أكثر نقاء..
وكلما فهم الإنسان الحياة جيداً كلما ازداد تعلّقه بالماضي وإن أجمل الأيام يوم لم نعشه بعد…وأجمل البحار بحر لم ترتده أشرعتنا بعد...
الحنين إلى الماضي شعور يلازم الإنسان كلما تقدّم به العمر..
والنفس البشرية تتلذذ بالماضي أكثر من الحاضر
وتتوق لاستنشاق عبق الزمن الراحل أكثر من تلذذها برائحة القادم من العمر..
وكلما ابتعدت اللحظات كلما ساقنا الحنين إليها..
والحديث عن الذكريات الغابرة ألذ وأشهى من الحديث عن المستقبل المجهول.
فيلتف الأحفاد حول جدهم ليحدثهم عن مغامراتة وذكريات طفولتة ببساطة وافتخار..
ويقابلة الصغار بالإنصات العجيب والتلذذ بحكاياتة في تعبير آخر عن شغف الأطفال لحياة الماضي المليئة بالمغامرات والبطولات..
فنجد أن الحنين للماضي ليس حكراً على من عاش لحظاته فحسب..
ونجد أن العمر يذهب بالشعر إلى البياض ويجر الظهر إلى الانحناء وتظل الذكريات شامخة محصّنة عن الشيب والهرم .
وتظل ذاكرتنا تزخرف الماضي بأرقى النقوش
ويظل رسم الماضي بلوحة فنية متفردة الالوان
هكذا ذكريات الماضي تظل عالقة بمخيلتنا
لطرقات وبيوت اكتسبت بريق البراءة.