يعتبر التاريخ الهجري وسيلة من وسائل وحدة المسلمين به يضبطون حساب الأشهر القمرية و العبادات المرتبطة بها و ذكرى حادثة الهجرة التي كانت مولد دولة الإسلام الأولى و على يد خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، هجرة فرق فيها بين الحق و الباطل كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لا بل نؤرخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل "
، اخرج فيها الله نبيه من بين أيدي المشركين و اعمى ابصارهم .
هجرة أسست دولة قامت على المؤخاة بين الانصار و الخزرج ،مؤخاة حقيقية ملموسة، جعلَتْ "سعد بن الربيع" الأنصاريَّ يقول لأخيه "عبدالرحمن بن عوف": "إنِّي أكثر الأنصار مالاً، وأريد أن أَقْسم لك نصف مالِي!
إن من مقوِّمات الهُوِيَّة الذاتية للأمم : التقويم، أو اللباس وطراز العمران، والتوقيت، وقد ظلت الأمة محافظة عليها و إن قل ، و لا مانع من الاستفادة بالتقويم الشمسي المتمثل بالتاريخ الميلادي بصفته تقويماً مساعداً للتقويم القمري تابعاً له متى وجد مقتضى لذلك تتحقق فيه مصلحة راجحة و أن نأخذ من مواقيت الأمم ما يفيدنا في بعض الحالات .
إن التقويم الهجري هو هويَّة أمَّةٍ، وتاريخ حضارة ومن الواجب بيانُ أهميتِه، والتنبيهُ إلى ضرورة الاعتزاز به؛ لأنه يدل على الأصالة، ويُعِينُ على التميز و يرتبط بالعبادات الدينية .
خاتم الشمري