الرأي والرأي الآخر ولماذا الاختلاف؟ وكيف يفسد الود؟ ولماذا نتجاهل آراء الآخرين دون أن نمنحهم الفرصة فيقول ما يريدون؟ وكيف لك أن تكون ذا رأيٍ شخصي دون أن تكون مضطرًا إلى إفساد علاقتك بالآخرين؟
الرأي والرأي الآخر من أكثر القضايا التي تصادفنا بشكل ٍيومي وعلى كل الأصعدة والجميع يريد أن يبدي رأيه، ولكن هناك من يبدي رأيه بتعصب وتعنت فتراه لا يقبل رأي الآخرين وربما قاده الاختلاف معك إلى أبعد مما تتوقعه بكثير، فقد ولى الزمن الذي كنا نقول فيه:"الاختلاف لا يفسد للود قضية" وأصبحنا اليوم أكثر فرقةً وتباعدًا بسبب الاختلاف الذي لا ينص على مبادئ الحوار السليم وطرح الآراء البناءة بل هو في الغالب قائمٌ على شخصنة الأمور وجعلها عاطفية وليست عقلية أو فكرية كما يجب. والحق أنه لو عرف المتحاورون الذي يطرحون آراءهم كيف ينهون حواراتهم وطرحهم كما بدأوها بسلام وسلاسة لزالت مظاهر التعنت والتعصب، ولكان المجتمع أكثر تفاهمًا وأقرب من بعضهم البعض دون أن يشوهه التفرق بمجرد رأي أحدهما وهو لايختلف عن الآخر بكثير، لكن العقلية كانت مختلفة لذا لن يسمحوا ولن يتسامحوا، ولو كان كل فردٍ منا يمنح الآخر ما يرغب أن يُمنحه من فرصة وتقبل حتى وإن كان لا يتفق معه لأحببنا بعضنا البعض وصفى الود بيننا. ولتكون ذا طرحٍ بناء دون خسارتك للآخرين يجب أنتكون مدركًا بأنك لست مجبرًا على الأخذ برأي الآخر لكنك مجبرًا على احترامه، ولا يجب أن تطرح رأيك على الجميع فقد تخسر أحدهم دون عذرٍ وجيه ربما لن يكون هذا الشخص ذا معرفة لما تتحدث عنه ربما ليس له رأي أصلًا فطرح الرأي على من لا رأي له كمن يفتتح مكتبة في منطقة كل سكانها أُميين لا يقرأون ولا يكتبون، كن محاورًا جيدًا وأعلم بأن الآخرين لن يكون رأيهم متوافقًا مع بعضهم بعض وهذا طبيعي ولكن يجب أن لاتحزن لهذا الأمر الطبيعي بل ما يدعو للحزن هو عدم ايمانك بهذه السنة الكونية. يجب أن يرتقي المجتمع ويتقبل الرأي والرأي الآخر ليعش المجتمع بسلام وحبو تسامح وذلك لن يتحقق مالم يكونوا أصحاب الرأي أهل عقلية ناضجة تسعى لِلم الشمل والتحاور السليم وليس بناء الفرقة والتعقيد الذي لا يهدف إلا لتمزيق أبناء المجتمع الواحد، يقول بعضهم أنهم لن يتقبلوا الرأي المخالف ويردون ذلك لكونهم أحرارًا ولن يقبلوا به بل لن ينصتوا حتى حسنًا يجب عليكم _أيها الأحرار_ أن تكونوا على يقين بأن الآخرين لهم الحق أيضا بأن يكونوا أحرارًا فتقبلوا بعضكم البعض وامنحوا الفرص وانصتوا قليلًا دون أن تقوم الحرب بينكم لأسباب تافهة ولاختلافات بسيطة يمكن تجاوزها. وأخيرًا سيضل الاختلاف ما دامت البشرية والكون بلا اختلاف سيكون مكانًا غير صالح للعيش مملٌو رتيب لا يمنحنا سوى الكآبة.
بقلم/نعمة القحطاني