ثغرات تعليمية
عند الوقوف على الأرض التعليمية الحالية سنجد ان هناك فجوات رئيسية ادت الى خلق فجوات ثانوية .. واهم الفجوات الرئيسية كانت للأسف في القاعدة الأساسية والثابتة ( الطالب - المعلم ) المشهد التعليمي الحالي يقوم على الاهتمام بالزينة المكملة للمنظر العام للتعليم دون الاختراق الهادف والمعالج لأساس العلة وهو بناء القاعدة السليمة والمتينة التي تقوم عليها معالم الجمال والتمام ..
فالطالب .... اصبح في صراع وسباق لاهث لايجاد الوقت لاستكمال الانشطة وكأن عملية التعليم اليوم تقوم على مبادرات - مشاريع - احتفالات - حصص نشاط فارغة من المضمون - اعمال تطوعية وخيرية بعيدة عن الميدان التعليمي .......
اين حق القلم والفكر للطالب ؟
اين حق الكرسي والسبورة وشرح المعلم للمادة ؟
اين حق احترام توقيت الحصة والخروج منها بنشاط نافع ومنهجي ؟
اين ذهبت حصص الخط والإملاء ؟ وحصص التطبيق العملي للمادة النظرية ؟
أين الندوات واللقاءات العلمية والتربوية داخل الحرم المدرسي ؟
وكأن الطالب اصبح من متلقي للمعلومة الى ( موظف توصيل طلبات وتنسيق حفلات ) .
كل اهتمامنا وتوجهاتنا الان ان يعود الهدوء لمقاعد المدرسة وينتظم الطلاب في دراستهم والاستمتاع بحقه من الحصص والتخلص من الحشو الفارغ المكلف ذهنيا وبدنيا وماديا على الطالب دون مخرجات تعليمية مفيدة ...
اما المعلم فهو الثغرة الرئيسية الثانية حيث تحول من وريث الرسل والأنبياء الى مكلف بحضانة الاطفال ورقابة المراهقين .. ألة لتفريغ النشاط لدى الطلاب وسد اوقات فراغهم وصرفهم عن المادة التعليمية مقابل اشغالهم مع المعلمين بأنشطة مجتمعية لاهدف يعود منها ولا مخرجات مفيدة ولا اكتفاء ملحوظ للمجتمع او عموم فائدة ...
فبدل من الاهتمام برفع المستوى التعليمي والثقافي للمعلم اصبح للاسف منسق إعلامي ووسيط ترفيهي للطلاب ..
المعلم يحتاج في عقر داره ومدرسته لدورات ممنهجة .. دراسات هادفة .. ابتعاث مقصود .. لقاءات خبيرة .. اجتماعات مفتوحة وصادقة ونقاشات هادفة ...
نحتاج للغربلة والتنقية وردم الفجوات المدمرة .. لننقذ ما يمكن انقاذة ... لاعيب ابدا في الرجوع لنقطة الصفر والبدء مجددا والوصول مبكرا .. بدلا من المكوث طويلا في نفس المحور متسائلين متى نصل ؟ لاننا لن نصل ما دمنا متأرجحين ومبعثرين ...
بقلم أ.عبدالمجيد الذياب
4 pings