مما لاشك فيه أن المعلم من دعائم الحضارة الإنسانية حيث أن مهنة التعليم مهنة عريقة وقديمة بقدم الإنسان وما قامت الحضارة الإنسانية إلا على أكتاف المعلمين سواء كان التعليم نظرياً أم عملياً ،حيث يقوم المعلم بوضع الثقة في طلابه الذين هم أمل المستقبل .. فطالب اليوم هو الطبيب والمهندس والمعلم و كل صاحب مهنة .
ومن هنا تبرز أهمية المعلم ومكانته في المجتمع حيث أنه في المقام الأول كالمربي لطلابه يعلمهم ويربيهم ويغذيهم بالقيم و الأخلاق ويفتح لهم باب المستقبل على مصراعيه بعد أن أبلغهم رسالة العلم الخالدة .
ولكي يكون المعلم ايجابياً متميزاً فعليه أن لاينظر إلى مهنته بصورة مجردة على أنها مجرد وظيفة بل ينظر إليها انها وظيفة الانبياء ، وأنها وظيفة سامية فالله سبحانه وتعالى رفع شأن أهل العلم والمعلمين فقال تعالى : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " .
ولكي يكون المعلم كفؤاً لهذه الأمانة والرسالة التي حمّلها الله عزّ وجل إياه فعليه أن يطور من ذاته ومن علمه وأن يتعلم الأساليب والتقنيات الحديثة في كيفية تبليغ العلم وإيصاله بكل سهولة ويسر ..
وأن يبحث عن أسهل الطرق وأنفعها وأكثرها ايجابية في تدريس العلوم مثل استخدام استراتيجيات التعلم الحديث والوسائل العلمية القريبة من بيئته وإدراكه بحيث يكون العلم سهلاً على الطالب محبباً اليه .
ولا يقتصر أثر المعلم في تلاميذه على مادته العلمية ، وإنما بقيمه واتجاهاته وسلوكه بحيث ينعكس ذلك كله على أفعاله وتصرفاته اللتي سرعان ما تنتقل إلى تلاميذه باعتباره القدوة والنموذج الذي يحتذي به .
إن مهنة التعليم لها دستورها الأخلاقي الذي ينبع من الإطار الأخلاقي العام في المجتمع ، ويتضمن المسؤوليات الأخلاقية التي تقوم عليها ممارسة المهنة والمفترض أن يرتبط بها جميع المعلمين ويتمسكون بها ويطبقون قيمها ومبادئها على جميع أنواع سلوكهم ، لذلك لابد من أن يكون الشخص الذي يمارسها متصفًا بأفضل الصفات والمميزات ، ويكون ذا أفق واسع ، وخلق قويم ، وهى مهنة تتطلب من أصحابها علمًا ومهارة وشعورًا بالأمانة والتزامًا بالمسؤولية تجاه الفرد المتعلم ، ذلك لتحقيق أهداف المجتمع وطموحاته وانطلاقا من الإيمان الراسخ بأهمية مهنة التعليم ، وأن المعلم صاحب مهنة متميزة .
فإذا كان المعلم كذلك بهذه الإيجابية وبهذا الإخلاص فسترى أجيالاً محبة للعلم تبني الحضارات كما بناها الأجداد .
جعلنا الله ممن يستخدمهم في العلم والتعليم وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم
الأستاذة / هدى تركي التركي
الإبتدائية الحادية والثلاثون بمنطقة حائل