في رمضان من كل عام يقوم مختار الحاره القديمه بارسال دعوه الى والدي رحمه الله واخواني للافطار عنده وكنت انا اصغر اولاده فيذهب الجميع ما عداي ولماذا ارفض الذهاب، وبإصرار، لانه باختصار معلمي الفاضل لماده الدين سوف يكون حاضر هناك لذا لا اتجراء أن احضر الفطور واتصرف على طبيعتي من فرح وضحك وحركة ويكون أمام معلمي .
ومضت السنين وفي يوم ركبت الحافلة المتجهه لعملي وجلست بالكرسي الأخير فكانت الرفقه مجموعة من الطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم سن السادسة عشرة بقصات شعر غربية ومضحكة وبعضهم قد تمادى في إطالة أظافره المختلفه وكان معظم حديثهم عن المقالب التي اسقطوها على المعلم فلان فكانت الضحكات تطغى على صوت محرك الحافلة وصوت حديث الصبح ، ومن المقالب التي ذكروها (رمي قطع الطباشير على المعلم وهو يكتب على السبورة ...فرقعت إلعاب نارية ذات الحجم الصغير ....وضع السلة فوق الباب لتسقط على رأس المعلم عند دخوله .......او اصدار صوت صفير أو صوت عصفور صغير عندما يبدأ المعلم بالشرح ....) مقالب ما انزل الله بها من سلطان قد تضحك احياناً على الجو العام الذي يشعله أولئك المراهقون وقد تبكي احياناً على حال المعلم .
انكسر الحاجز بين هيبة المعلم وشخصيته وإحترام الطالب له على صعيد اخر نوعية المعلمين التي وصلت لهذه المهنة فمن النادر جدا ان تجد معلم واحداً اختار مهنة التعلم بل فرضت عليه فمنهم طيب الشخصية ومنهم بنفس تصرفات طلابه من ملابس وتقليد فالمعلم الذي يتبادل مع طلابه مقاطع الأفلام والنغمات وصور الممثلات واللاعبين هل سوف يخلق بينه وبين طالبه جسر الإحترام والتقدير .
انت كمهندس وذاك كطبيب ووزير وطيار وضابط وأنتِ كمربية وأم وطبيبيه ...ألم يكن الفضل بعد الله لما نحن عليه للمعلم ....لو كان احد المعلمين من المرحلة الاساسية ممن علمنا القراءة والكتابة أو كما يقولون أبجدية الحياه ممن اعطى ضميره إجازه خلال العام الدراسي فهل سنصل لما وصلنا إليه الآن ؟ من المسؤول عن حال المعلم هذه الأيام ؟المعلم نفسه ....المجتمع .........الطالب ..... متى سيصبح الدخول لكلية المعلمين اصعب من الدخول لكلية الطب ؟أليست مهنة الطب بنفس خطورة مهنة التعليم ...ألا نبحث عن جراح بارع لأجراء ابسط العمليات الجراحية لأحد أبنائنا ، ونضع الشكر والتقدير والعرفان بعد عملية "الولاده" ...متى سنضع الشكر والتقدير للمعلم البارع ..
شكراً لمن علمني حرفاً