مع كُل يومٍ جَديد يُشرقُ في عُمرك حَريٌ بِك أن تُوقد قَنادِيل مِنْ النُور في باطن رُوحك، أوقدها واحملها بكُل جوارحك أينما حَلَّت خُطاك لتُضِيء عتمات الدروب.
ثُمَّ حدِّث نَفْسك دوماً أَنَّ لك في هذا الكون مكانٌ خاصٌ بِكْ ليس لأحدٍ أن يحل فيه بدلاً عنك وليس لأحدٍ أن يَجعله نَيِّراً أو مُعتماً سِواكَ
وذلك بمايتبناه فكرُك من أرآء وتَوجُهات وماتُؤمِنُ به أعماقك من قناعات ، لأنه على ضَوء مَاتُمليه عليك هذه التوجهات والقناعات وماتُسيرك إليه سَيكُون حَظُ مَكَانك من النُور أو الظُلمه في هذا العالم الذي تُشكل جُزء منه.
وتذكر أنَّه لَيس بالضرورة أَنْ تَكُون أَفكارك وتَوجُهاتك وفقاً لأرآء وأهواء من حولك أفراداً وجماعات.
ولايَعْنِيكَ ولايُعنِّيكَ كثيراً أمر رضاهم عَنْك وثَناؤُهم لما أنت عليه فإنَّك لن تستطيع إلى ذلك سبيلا ، كُل مايَهُم في الأمر أن تكُون وجهتُك في المسَار الصَائِب الذي يَحفُه رضى مولاك وضميرك حيث طُرقات النور والخير التي تَبني مِنْ خلالها وطناً من النقاء والسكون والسلام الداخلي لروحك.
وليستقيم لك أمرك ومُرادك أسأل رَبَّك كَثيراً أَنْ يَهبْك قَبساً من نوره في كُل شأنك كما كان رسولنا الكريم يُكثِر في دعائه من قوله (اللَّهم اجعل في قلبي نُورا،وأَعْظِم لي نورا)
فعندما تَنبض جوارحك بهذا النور ستخلُق لِك مِنْ كُل عتمة تُصادفك مسلكاً من الضياء.
اتبع النور حيثما وجدته قولاً كان أوفعلاً في كل الأزمنَّة التي تعيشها والأمكنَّه التي تعبرها ، واسْقِ رُوحك بوابلٍ منه لتُزهِر حناياك بكُل ماتَسمو وتَرتَقي به ذَاتُك.
بقلم /
هاجر محمد البارقي
(كاتبة سعودية)
twitter:
Calligrapher_h.m