أمي لا تقرأ رسائلي لها، ولا تقرأ مايخطّه قلمي لها.
ليس لأنها لا تحبني ،وليس لأن علاقتنا متوتره ،أبداً.
أمي لا تقرأ رسائلي لأنها أمّيّة لا تقرأ المكاتيب.
لا تعلم مابداخلها و إن فتحتها تجد صُعوبةً في تهجئة الحروف ونطقها بسلاسة.
لأجلي ولأجل إخوتي ،أمي ضَحّت بِدراستها وتَعليمها.
من يعلم كم تألمَت لرُؤيتها فَتيات جِيلها وهن مُعلمات؟ ومن يعلم كَم من الأُمنيات تَمنّت لتُمسِك ذلِك القَلم فتخِط بِه على تلك الصفحَات البيضاء؟ ولتقرأ ذاك الكتاب؟ولتتأمل ألوان تلك الصور في كُتب إخوتها؟
أرى امنياتها وطموحها التي تلاشت واحدةً تلوَ الأُخرى،وبالرغم من ذلك كافحت أمي لتثقيف نفسها بمجالسة أصحاب العلم حتى إعتقد الجميع بأنها تحمل شهادات جامعية.
والحقيقة أن أمي لم تَخُطّ بقلمٍ ولم تقرأ كتاباً لكنها أغنتني عن قرآءة ألفيّ كتاب، نعم أمي لم تقرأ كتاباً قط لكنها كانت لي كألف معلم .
أمي لا تقرأ رسائلي ؛لكنها تسمعها بصوتي فتلمع عيناها فخراً.
فأُمي الأمّيّة جامعةٌ في فنون التربية، وأنا فخورةً جداً بك أمي.
المقالات > أمي لا تقرأ مكاتيبي
جود أحمد
أمي لا تقرأ مكاتيبي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1459738/