عَلاقَاتُنا الإجتماعية أيَّا كَانت لا بُدَّ لها أن تَبدُو مُتفاوتة بِمقْدَار تفاوت البَشر الذين يُشَكلُونَ جُزءٌ مِنْهَا ، ويُسْنَدُ إليِّنا وإليهم مَدى عُمق نجاحها أو فشلها ،
ومدى بقائها طويلاً أو انقضائها سريعاً.
وَمِنْ أَسمى هَذِه العلاقات ماكان مُمطرٌ بِالصِّدْقِ والعَطَاء
مُورقٌ بالنقاء ،مُزهرٌ بالوفَاء ومِنْ أَدْنَّى هذه العلاقات ماكان يَعجُ بِزيف المشاعر ويَهتُف بِنُكران الجَمِّيل فِي كُلِ حِين.
وَقَدْ تَأْخُذ بِأَيِّدِينَا بَعضُ هذه العلاقات إلى أشخاصٍ يَتفَردُونَ بنِقَاء النَّوايا فَنَجِد قُلوبنا تَسعدُ بِصُحْبَتِهم وتَألَفُهم أَرواحُنا ولاعَجب مِنْ هذا فَالأرواح تَسْكُن لِمَنْ يُشَابِّهُها وتَمِيلُ دوماً لِمَنْ تَرى سَعادتها مِنْ خِلاَلِه ذَلِك لأَنَّ الأَرْواح جُنودٌ مُجنَّده ماتآلف منها إِئتَلف وماتَناكَر مِنْها إختلف وَأمثَال هَؤُلاء نِعمةٌ تَستَحقُ الشُكر حَتَّى تَدوم.
وَعَلى النَقِيضْ تَماماً حِينَما تَأْخُذنا صُدف العلاقات إلى أشخَاص فِي غَاية الْغَرَابة تَدعيِّ أقْوالُهم حُبك بَيِنَما أَفْعَالُهم تَمقُتك ورُبما لُغة أَجْسَادِهم تَروي لَكَ بإختِصَارٍ شديد مَكْنُونَ قُلوبِهم تجاهك،
تَجدهُم لَايَرجُونَ الْخَير لِغيرهم أبداً ،وَيغِيظُهم جداً إِنْ تَقَدَّم سِوَاهُم فِي أَيِّ مَجالٍ مِنْ مجالات الحَياة وإِنْ كَان هَذا المَجال مُتاحٌ للجميع ، وَلو كان لَهُمْ مِنْ الأَمر شَيءٌ لَجَعلوا كُل أَبواب الْمَنافِع تَنْتهِي إِليهم وحدهم ولأَوصَدُوهَا بإحكام عَنْ العَالَمِين.
ولو حِيِّزَتْ الدُنيِّا كُلها بَينَ أَيِّديَهُم لكَان لِسَانُ حَالِهم يَقُول:
هَلْ مِنْ مَزِيدْ!!!
وَلِمَثل هَؤُلاء نَقُول:
إليكُم هَذا الحَديث العَظيم لِرَسُولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : ( لايُؤْمِن أَحَدُكم حَتَّى يُحبَّ لأَخِية مَايُحب لِنَفْسه )
ماأَحْوَجَكُمْ إِلى مَقَاعِدَ دِرَّاسية تَحْتَويكم صَباحاً ومَساءً لِتُبين لكم معنى كُلْ حرف ورد في هذا الحديثْ وتُسهِبُ فِي شَرحِه حَتَّى تَعَوا جَيداً مَعَانِّية اَلْعَظِّيمَة عَلَّها تُحْيِّي فِي قُلوبِكم وضمائركم ماأَماتَتَهُ الأَنانٍّية المفرطة.
وأمثال هَؤُلاء عَليك أَنْ لاتُطِيل الوُقوف كَثيراً أمَام عَتَباتِهم. حَتَّى لانَتَعثر بعقلياتهم الصغيرة تَجاوزهم سَريعاً وأمضِ في طُرقاتك
مُتَخَيِّراً لنفسك من العلاقات مايُريح قلبك ويُبهج روحك ويهديك من الفرح ألواناً بلا مُقابل.
وَدَعْ عَنك كُل العلَاقات التي يَغلبُ بُؤسها أُنْسَها ويَطْغى شَرَّها على خَيرها
وَودعها غَير مأسوفٍ عليها ..
بقلم /
هاجر بنت محمد البارقي.
(كاتبة سعودية)
Twitter:
@Calligrapher_hm