فِي كثير من الأَوقات حِينَما نَشرعُ بقِرَاءة كِتَاب ما نَجِد فيه مقُولةٌ واحدة أَو أكْثَر تَكوُن ذَاتَ كلماتٍ وَمعانٍ مُؤَثرة قَدْ تَستَوقِفنا لِبُرهَةٍ من الزمن وتَأخُذنا إلى عَالمٍ آخر، فتُحدِثُ فينا أَثراً كبيراً .
وبَعضُ الكلمات قد تُترجم مانَشعُر بِه بدقةٍ مُتناهية كَأنما تُخاطِب قُلوبنا قَبل عُقولنا..
أيضاً تِلْكَ الكَلمات التي نَتَحاور بِهَا بِشَكْلٍ عَام فِي مَجالِسُنا وَالأَمَاكنْ العَامة وَحَتى فِي لِقَاءاتِّنَا العَابِرة سَواء كَانتْ مَع اُنَاس نَعْرفُهم أَو لاَنعرِفُهم .
هَذه الكلمات بِشكلٍ عَام سَواء كَانَتْ مَكتُوبةً فَنقرأها أَو تُلقى على مَسامِعنا فَنُصغِي إليها أو نُخَاطِب بها سِوَانا
رُبَما تَتْرُك أَثراً عَمِيقاً فِي اَلنْفس البَشَرية لاَيَبْرَحُها .
لَكنْ مَاذا عَنْ هَذا الأثر.
هَلْ يُحْسَب لَنا أَمْ عَلينا ؟
هَلْ يَعلو بِنا أَمْ يَهْويّ بِنَا ؟
هَلْ يَجْبُر أَمْ يَكسُر ؟
كُل ذَلِكَ الأَثَر عَائِدٌ إِلى المُتَحَدِّثْ نَفْسُة وَمَاتَخَيَّرَ مِن كلمات فنطق بها.
لِذلكْ نَجِدْ أن بعض الكلمات حينما تَطرق مَسامِعنا مِنْ شِدَّة طِيِب أَثرها وحُسنِ وقعها على القلوب يُخال إِلَيِّنَا لكَأَنَّنَا فِي رَوضٍ مُربع يَكْسُوه زَهْرُ الربيع تَأْنَس بِها الأَنْفُسْ وتُزهو ونتمنى لو تطول أكثر وأكثر.
أَمَّا بَعْض الْكَلّمات فَهِيَّ أَشْبَة مَاتَكُونْ بِريحٍ عاتية لاَ تُبْقِّي عَلى شَيء فلاَ تَدعُ خَاطِراً إِلَّا كَسَرتْهُ وَلابَاسّماً إلا كَدرَته.
فَكَمْ مِنْ كَلِماتٍ لَمْ يُلْقَى لَها بَالاً
أَوهَنتْ حالاً وَبدَدَّتْ شُعُوراً وأَطْفَأَتْ نُوراً .
وَكَمْ مِنْ كَلِماتٍ شَدْت أزراً وَهَوَنَتْ أَلَماً وزًرَعت أَملاً.
وَشَتَان مَابَينَ اَلْكَلمَّةَ الْطَيِّبَة ونَقِيضُهَا
شتان مابين كلماتٍ كالدواء تُشفي ولاُتُشْقِّي.
وكلماتٍ كالداء الذي يُؤلم ولايَلْتئِم.
ولأن كَلماتُنا إما أن تكون لنا أو علينا
كَمْ نَحْنُ بِحَاجةٍ إِلى قليلٍ من الْتَرَيُثْ والتَفْكِير العَمّيقْ فِي كَلِّمَاتُنا قَبْلَ نُطْقها وإِطلاقَها.
ولَسْتُ أدعيِّ المثَّالية مِنْ كِتابة هذا المَقال وَإِنَّما لِحَاجَةٍ فِي نَفْسي مَفَادُها
(منْ كَان يُؤمِنْ بالله وَاليَوم الآخر فَليَقُلْ خَيراً أَو لِيَصْمُت )
علَّ كلماتي هذة تَتْرُك أَثراً نَيِّراً فِي قَلبي وَقَلْب كُلْ قَارِيء لَها.
بقلم/هاجر بنت محمد البارقي
(كاتبة سعودية)