وقت الأزمة وتكالب الظروف وتأزم المواقف وضيق الأفق .. والخوف من المجهول ..
يظهر الأنقياء ويبقى الوطنيون ثابتون لا يهتزون .. ويصمد الأقوياء لا يتقهقرون .. سدا منيعا لا يتراجعون ..
تتغنى بهم البطولات وتقاس عليهم ( الفزعات )
مع جائحة وباء كورونا الذي طال العالم شره ودماره وأرخى على البشرية أكفان الموت وفرّق بين الأحبة والأهل والأصحاب .. وأفنى بسواده وإهلاكه ورعب مقدمه الآف من الأرواح في شتى بقاع المعمورة ..
لكن وقف له بالمرصاد من هم حقا يستحقون لقب الأبطال وفرسان الميدان والمبايعون الله تعالى ثم الوطن على الولاء في الرخاء والشدة والمكره
وهنا في مملكتنا الحبيبة طابور سادس خفي وفدائي تميزه حزمة ضوء مشرقة لنبل أعمالهم وجليل مقصدهم .. أبطال المواقف ومتسيدي الحدث عند الأزمة إنهم المبادرون والباذلون بسخاء وكرم يعملون بصمت ويفعلون الكثير ويتصدون بمالهم وما يملكون كل أزمة قد تضر بالوطن حتى يتم تجاوزها ..
السيدة مريم الحمد المطيري إمرأة إرتدت ثوب البطولة ودرع الفروسية واقتحمت الحرب الشعواء والضروس ضد وباء كورونا حماية للوطن ومساندة للمواطنين والمقيمين .. لم تخشى الأقاويل وشائعات العجزة والمنافقين والمرجفين ولم تخشى بوار بضاعتها وكساد تجارتها وإفلاس أرباحها .. جعلت ما كافحت لجمعه من أموال خلال سنوات عمرها المبارك رهن لإشارة الوطن ..
إنها الوفية الرائعة إبنة القصيم الأبية .. إنها الفدائية المجاهدة لأجل بلاد الحرمين ..
هي بإختصار رائدة الأعمال ، ومؤسسة ورئيسة جمعية لطف لمكافحة العنف الأسري ، عضو لجنة سيدات الأعمال في غرفة عنيزة التجارية ، حازت على جائزة الشاب العصامي لعام ٢٠١٨ ، مدرب معتمد محليا ودوليا .. هكذا عرّفت بنفسها بإختصار واقتضاب لكننا عرفناها بأخت الرجال وسيدة الأزمة وإبنة الوطن البارة والند المقاوم لكوفيد- ١٩ بإنسانيتها وطيب منبعها وعرّف بها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم حفظه الله بجملة عظيمة اختصرت معاجم وقواميس الكلام والوصف بقوله ( انتِ كحيلة من كحيلات الوطن ) اعتزازا بها وفخرا بإنتمائها لهذه الأرض الطيبة ..
رغم الباع الطويل في سجل أعمالها المشرفة تجاه بنات وأبناء الوطن وبذلها ووهبها الكثير من وقتها وجهدها وصحتها لهم .. قامت بدور جوهري وأساسي بحملة توعوية عن وباء كورونا تولتها جمعية لطف .. حيث حولت الإنهزامية في أرواح عضوات الجمعية اللاتي يعانن من العنف والقهر الأسري إلى أرواح مقاتلة ومحاربات شجاعات لما هو أشد ضراوة من عنف البشر وأشرس من صقل السيوف .. لقد بدلت السلبية القابعة في دواخلهن إلى إيجابية عجيبة ومقاومة عظيمة .. فقامت معهن بتوزيع النشرات الطبية للتعريف بالوباء وطريقة الوقاية منه وتوزيع المعقمات ولوازمها على من يحتاجها .. ولم تكتفي بذلك بل قدمت وبكل صدر رحب مقر جمعية لطف لمكافحة العنف الأسري تحت تصرف وزارة الصحة لمساندة خدماتها في محافظة عنيزة والتكفل بجاهزية ثلاثين سرير للمصابين بهذا الوباء الخطير.
استمرت ولم تكتفي بل فعلت ما هو أكبر من ذلك بإخضاع إسطول كامل لشركة تاكسي أوردر التي تملكها بتوصيل الطلبات للمنازل والبيوت مجانا حفاظا على أرواح المواطنين حتى لايضطرون للخروج من منازلهم وقت الأزمة مع خسارة مالية تتكبدها يوميا لقاء هذا الفعل البطولي وتسديد كامل لرواتب الموظفين وتكاليف التوصيل من مالها الخاص .
أيضا تخطت حدود المعقول والتصور بملائكيتها بتوصيلها كم هائل وعظيم من المعقمات والكمامات لرجال الأمن في معاقلهم وأماكن تواجدهم وعملهم مجانا إهتماما بهم وحماية لهم أثناء أداء مهاهم من وباء كورونا ..
بإختصار يا سادة مريم الحمد المطيري .. نموذج فريد من نماذج الفخر في وطني .. حاكت بنفسها قصة مجدها .. وعرين عرشها .. ونصب بطولتها .. إنها ممن تشملهم آيات السكينة والبذل والتضحية الذين قال عنهم الله تعالى في كتابه الكريم :-
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ ﴾
وقال أيضا جل وعلا :-
﴿انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
وهي كما قال تعالى أيضا :- ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾
فسلام منا وتقدير ومحبة وأخاء إليها والى روحها الطاهرة النقية وشكرا لكل ما تقوم به من أعمال جليلة ومبادرات وطنية وأراهن كما غيري يراهن على أن لديها الكثير من مخزون العطاء للوطن لم يظهر بعد .
فهنيئا للوطن بمريم وهنيئا لنا بالإبنة البارة والأخت الرحيمة والأم الرؤوم .