الإيجابية نعمة من نعم الله على الإنسان، وطريقة للحياة تجعله قادراً على تجاوز مختلف الصعاب. وذلك ليس عن طريق الأحلام والأمنيات والنظر للأمور بمنظار وردي كما يعتقد معظم الناس. لكن الإيجابية هي النظر للأشياء بحياد يكفي لمعرفة ما يترتب عليها من خطر وما يكمن فيها من فوائد. وكيفية استخلاص الفوائد دون التعرض للمخاطر ما أمكن ذلك. وهذا بالضبط ما يجعل الحجر المنزلي الآن، يبدو من وجهة نظر إيجابية كأنه فترة إجبارية للعزلة والتأمل والتطوير والتغيير. وهو في البداية والنهاية فترة أمان، نختار فيها بمحض إرادتنا أن ننعزل عن المرض بدلاً عن الانعزال عن الحياة. وهكذا تفتح لنا الإيجابية آفاقاً أرحب، ونوافذاً أخرى تلقي بمزيد من الضوء على أنفسنا وذواتنا وتكسبنا المزيد من القدرة على النظر إلى الأمور بزاوية مختلفة، وبذهن صاف.
كيف أتحول إلى الإيجابية؟ الإيجابية تبدأ من تقبّل الذات. تقبلي ذاتك بكل ما هي عليه. أحبي كل ما ترينه جميلاً في نفسك. قدّريها. عانقي نقائصك فلا إنسان كامل. وطوّري ما يمكن تطويره، سواء عن طريق التغيير والإبدال، أو التعديل. تعلمي لغة جديدة، مهارة جديدة، أو اصقلي مواهبك التي ولدتِ بها. اعتبري نفسك شخصاً كان بقربك في جميع الأوقات حلوها ومرها، ألا يستحق فرصة للتعرف عليه أكثر؟ ألا يستحق التقدير على ما به من جمال؟ ألا ينبغي تقبله وتفهّم صعوباته؟
يقول علماء النفس والسلوك أن الإنسان يحتاج إلى 21 يوماً في كثير من الأحيان ليدخل عادة جديدة إلى حياته. لتكن العادات الجديدة التي تدخلينها إلى حياتك تحمل قيمة مضافة. مثلا الاستيقاظ باكراً للقراءة، أو الرياضة، أو الاعتناء بحديقتك المنزلية الجديدة. أو التأمل. فكّري في كل الأشياء الجميلة التي تودين إضافتها ليومك، كروتين أو لأسبوعك كنشاط، سواء أكان ذلك ترفيهياً أو تعليمياً، أو تثقيفياً أو خيرياً، أو حتى رياضياً، أو صحياً. تعلمي الطبخ مثلاً من خلال بعض الوصفات التي تدعم جهاز المناعة وتعززه، أو تطيل عمر جمالك وتقيك من الشيخوخة وآثارها التي تهربين منها حتى في أحلامك.
الفكرة هي ترجمان المشاعر، وهي قائد السلوك. أي شيء نقوم به أصله فكرة. لتكن أفكارنا داعمة لنا على الدوام. تخلصي من الأفكار التي لا تخدم نجاحك، ولا تساعدك على التقدم. فكري في الحل وليس المشكلة، فكرّي في المستقبل وليس الماضي، فكرّي في ما هو جميل بالحياة، فكري بالغير بطريقة جميلة حتى وإن لم يفعلوا هم ذلك. حافظي على فناء روحك من الأشياء التي لا تحبينها. واملئي عقلك بالإبداع والخير والشعر والجمال والعلوم والأمنيات والأحلام والأهداف والتجارب الناجحة، ومقولات الرائدات الناجحات. تفكيرك ولغة تفكيرك لها دور كبير جداً في تغيير مسار حياتك إلى الأفضل أو الاتجاه الآخر. لاحظي لم نعبر عن المعنى بكلمة غير مستحبة، لأن الكلمات المريحة ذات المعاني الجميلة لها دور في تحديد مزاجنا، فما بالك بالأفكار؟
هذه مقولة صحيحة بغض النظر عن عمرها وأصلها: من جاور السعداء أصابه من سعادتهم نصيباً. اختاري من تقربين إليك من الناس. لتكن علاقاتك كلها مع الناجحات ومن تروق لك منهن الأفكار والأساليب والتصرفات. وبالمقابل تخلصي من كل العلاقات التي لا تضيف إليك شيئاً مفيداً، أو تخصم من رصيد نجاحك دون داعٍ. أي علاقة لا تسهم في تقدمك إلى الأمام تخلصي منها، وافسحي المجال لشخص آخر يرافق خطاك في درب أخضر حيث جنة الحياة الدنيا وحيث النجاح رحلة والسعادة مشوار ينتهي إلى غاية بعد غاية إلى ما شاء الله.
الخطة من الاستراتيجيات العلمية العملية التي أثبتت نجاحاً في كل المجالات. خططي ليومك مسبقاً، ولأسبوعك، وشهرك، وسنتك فهذا أفضل من عدة نواحي. الخطة تجعلك كمن يسير إلى وجهته حاملاً خريطة بها كل المعالم وأقصر الطرق، والوقفات، والرحلات الفرعية، والأشياء التي قد يحتاجها، والمخاطر التي قد يتعرض لها، وكيف يواجهها. إنّها المعرفة المسبقة بالخطوات. أفمن يسير مكبّا على وجهه لا يرى شيئاً من معالم الطريق ولا يعرف دربه الا بالتجربة، أهدى أمن يمشي سوياً على سراط مستقيم؟. الخطة هي ما لخصها الحديث الشريف: أعقلها وتوكل!
ولا تنسي في جميع الخطوات السابقة أن تتوكلي على الله، وأن تتقني عملك مهما كان بسيطاً وأن تحسني ظنك بالله، وتثقي بنفسك وقدراتك وتعطينها فرصة جديدة كل يوم جديد لفعل شيء أجمل.