في ٢٣ سبتمبر من كل عام تتعالى أصوات الإحتفال بيومنا الوطني ..و ترى القصائد تجود على شاعرها .. الكتّاب تنهّل حروفهم للتعبير عن حبّهم لوطنهم، .. الرسام تزهو ألوانه باحتراف ريشته على تلك اللوحات.
الأطفال و الكبار في كل مكان يهتفون بسارعي و يرددون تجديد الولاء لحكامنا و ولاة أمرنا .. الأَعلام ترفرف خفاقةً في السماء.. تزدان أرضنا و تُزيّن بألوان عَلمنا الغالي.. و كلٌ يعبر عن حبه للوطن بطريقته .
و الوطنية الحقيقة تظهر الآن في مدى حبّنا لوطننا و مدى رغبتنا في التكاتف و حماية بعضنا من الوباء الذي اجتاح اسوار العالم و بدأ في حصد أرواح كثيرة و جودها كان بهجةً لأحبائهم..
الوطنية الحقيقة هي أن نبقى في منازلنا لا نختلط ولا نخالط.. الوطنية الحقيقة هي أن نبتعد و لا نكون من الوقود المشعلة لنيران الفايروس في بلادنا..
هياً معنا لنتكاتف و نكون يداً بيد لصد هذا الفايروس الشرس ..
هيا بنا لنخفض عدد ضحايا الفايروس .. هل سنكتفي بالمراقبة من بعيد بينما هو في كل يوم يهاجم اخوتنا و أهلنا و أبناء و طننا؟
ألهذا الحدّ نحن ضعفاء أمام رغبات أنفسنا للدرجة التي لا نستطيع الإلتزام فيها بالبقاء في منازلنا؟
كورونا فرصة لنرمم أنفسنا و نعيد شتات العلاقات بيننا..
جميعنا لا نرضى أن نكون قتلة أو نتسبب في موت أحد، لكن بتجمعاتنا و تجاهلنا للتعليمات الوقائية نكون كذلك.
أرأيتم إن أصيب أحدنا و اختلط بآخر فتسبب بنقل العدوى له.. سيكون هو المستسبب في مرضه و قد يموت لا سمح الله ، وتكون أنت شريك الفايروس في قتله ..
لذا لن نُضحي بحياة من حولنا و لن نُخاطر بأرواحنا أبداً. و من هذه اللحظة سنلتزم بالتعليمات الوقائية جميعنا ، و لن نقول إن خرجت لن يخرج الآخرون و خروجي وحيداً لن يُحدث فارقاً، كلا، سيُحدث فوارق عدة. و لأجل و طننا سنبقى فكلنا مسؤول..
و الوطنية الحقيقة يظهر الآن صدقها.
بقلم✍🏻
وجدان أحمد