يا خير شُهور الدنيا وأعظمها..
هاهي قلوبنا تهفو لصيام ايامك..
وأنفسنا تواقة لعناق روحانية ليالك..
وطرقاتنا ملأها الحنين لنداءات قِيامك
ما أشدَّ لهفتنا عليك ..
ماهي إلا أيام معدودة ستمضي ، ثم تهب علينا نسائم خيراتك وبركاتك في كل أنحاء الأرض ،لتزهر معها أرواحنا ويتطاير في هذا الأفق كله عبق التلاوات الندية والصدقات السخية ورسائل السماء العذبة.
ما أجملها من أيام وليال ، رمضان هدية ربانية حبانا الله بها..
شهر ليس كغيره من الشُهور ، تطيب به النفوس وتصفو القلوب ،
تتعاظم فيه الحسنات وتتنزل الرحمات .
ترفرف حولنا حمائم المغفرة وتفتح لنا ابواب الجنان في كل لحظاته
وفي ختامه هُنالك العشر الأواخر التي تنيرها ليلة القدر ،
تلك الليلة التي لاحدّ لفضلها وأنوارها وبركاتها ، هي ليلة خير من ألف شهر ، تحفها ملائكة السماء ، تُجاب فيها الدعوات ،فضل قيامها وعبادتها يفوق عبادة ألف شهر
لاشيئ يوازي هذا الشهر في عظمته وسخائه ، ولاشيئ من امور هذه الدنيا يستحق أن ننشغل به عن هذا الكم الهائل من العطايا الإلهية.
التي تأتينا مرة واحدة في كل عام ، وتنقضي على عجل.
وكيفما كانت الاوضاع الحالية التي نعيشها ، ينبغي علينا نفرح ونبتهج بقدوم هذا الشهر الكريم.
كما كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يستبشر به ويبشر أصحابه بقوله:
(أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فَرَضَ الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمَ )
وأخيرا اسأل الله أن يبلغنا رمضان ونحن بأحسن حال ويتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم...
(هاجر بنت محمد)
*كاتبة سعودية*