حائل وما أدراك ما حائل.. معقل البطولات،وطن المعضلات،مصنع الرجال، أرض الوعورة ومقبرة الغزاة . صعبة المراس وصلبة المزاج كبأس وقوة أهلها، ولاء وعشق لايخالطه شك لجبالها وصحرائها ووديانها، كرم وسعة صدر شمالية ، فنسبهم عريق تسلسل الى جدهم حاتم الطائي.
عندما نتحدث عن حائل فالحديث ذو شجن فهي تبهرك بماضيها وحاضرها وتسحرك بأهلها وسكانها في كل زمان .. لذلك حديثي هنا عن نبيل حائلي ..
فمن أعماق الشمال هو شمالي حتى العظم ، وما بين جبلي أجا وسلمى هو جبل شامخ ، وأمام قصر القشلة هو من الحصون والدروع المتينة ، إنه العقيد المتقاعد ( فايز بن الأسمر الضويلي الشمري ) إبن حائل البار ، الجندي الصامت خلف الكواليس فضّل أن يكون خارج المشهد ليعمل بإحسان وأمانة ويوفي حائل بعض حقها وأفضالها عليه وعلى الحائليين وكما يجب أن تستحق .
تدرج في عمله العسكري بشجاعة وإقدام وحمل معه هّم الوطن والمواطن من موقع عمله وواجبه وإنسانيته . ابتعث للخارج فكان واجهة مشّرفة للشاب البدوي الذي لوحته قسوة الحياة ، وأخبر العالم بتعامله أنه مثال حقيقي ونموذج راقي للشعب السعودي،فكان دمث الأخلاق وطيب المعشر ، قليل الكلام وكثير الأفعال ،عالم ، حكيم ، وقور ، شامخ ومعتز بشخصه ودينه. لم تبهره زخارفهم الأجنبية ولا الحياة الأوروبية تمسك بعاداته وتقاليده فأحب الجميع وأحبوه خلق كثير ..
كيف يثور البركان من أعماق إنسان ؟ فيقذف حمماً متصاعدة لتتساقط خيرا وحبا على الكل ، إنه الضويلي حتما . وكيف تتملك الرجل الغيرة والحمية وانتماء الأرض والتراب والإنسان حتى تكاد تتلبسه روحا وجسدا ؟ إنه الضويلي بالتأكيد.
عندما حط رحاله في حائل تعددت مآثره وجليل أعماله فهو لم يستكين ويهدأ بل قام بتطوير كامل بوحدة أمن مطار حائل ، و تطوير موقع الرعيلة ، وتأسيس إدارة الشؤون الأمنية للمطارات الشمالية
بهيئة الطيران المدني .وتوج رحلته العطرة لأجل حائل بمطالبته بمستوصف للقوات المسلحة خدمة لمنسوبيها من ضباط وأفراد ومتقاعدين ، لم يمّل أو يكّل واصل وتابع حتى تحقق طلبه من حكومتنا الرشيدة وتم إنشاء المستوصف على أرض حائل وبين أهله فكان مطلبه زهرة وداع محملة بالوفاء بعد تقاعده لمنسوبي وزارته .. وهذه الأعمال قطرة في مد بحر كرمه وتفانيه .
بإختصار .. لعجز السرد والكلام أمام الكبار الكرام .. العقيد فايز بن الأسمر الضويلي الشمري أشبه مايكون بالضلع الحاني والملاذ الأمن والركن الثابت والجبل الشامخ لكل من يعرفه .. كلمة حق وإنصاف يراد بها اعتراف ونسب بدوره العظيم وتكريم يليق بفعله الجميل ، أراد هو الصمت الوقور ، ولكن تأبى الحروف والأسطر إلا أن تتكلم بشأنه فالمداد والقلم إن لم يكن لشخصه الكريم ومثله الفريد فلتتوقف الأحبار وتطوى الصحف .
بقلم عبدالمجيد الذياب