“أبشر ومن عيوني” و”كلنا هنا لخدمتك”، هذا ماستجده عندما تقوم بزيارة بعض مسؤولي أقسام الإدارات الخدميَّة.
هذا شيء طيب؛ ولكن لو كان هذا المسؤول ومن هم تحت تصرفه قاموا بما يجب عليهم تجاه الجميع، لما اضطر المواطن لزيارته في إدارته وما يصاحبها من تذلل واستعطاف.
إن أبرز عمل يقوم به موظفي تلك الأقسام على مدار العام -إلاَّ من رحم ربي- هو الفزعات لفلان وفلان ونسيان عملهم الأساسي الذي يتمثَّل في تقديم هذه الخدمات للجميع، فخدمة الجميع تأتي في آخر اهتماماتهم.
فإن كان من حق فلان وفلان التمتع بهذه الخدمة، فهي بالضرورة حق لجميع أهل الحي الذي هو فيه، أو المدينة التي يسكنها.
ثم بعد ذلك من ينقذ هذا المواطن من تبعات ذلك (الجميل)، ففي كل مكان يقابله فيه ذلك المسؤول ينظر إليه نظرة (شرهه) وكأنه ينتظر منه قبلةً على الرأس، أو قصائد مدح، أو كلمات شكر وثناء، ولسان حاله يقول ياناكر المعروف أين التذلل وطأطأة الرأس التي قابلتني بها في مكتبي عندما كنت طالباً (فزعتي)، وربما قال لمن حوله إن فلاناً ألقى سلام السُّنة ومرَّ وكأنه لم يعرفني.
كما يعلم الجميع بأن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على مساعدة الناس وقضاء حوائجهم، ومن باب أولى للموظف الذي يدفع له أجر من الدولة -رعاها الله- ووضعته لخدمة الناس أن يقوم بعمله كما يمليه عليه النظام وأن لايُقدِّم خدمة عامه لأحد ويتجاهل الآخرين فهو لايخدم الناس متبرعاً، أو يعطيهم من ماله الخاص .
بقلم .. ممدوح علي القنياوي