لو أن شخصًا عظيم ذا منصب وسلطة مضربًا في المثل بعدله وكرمه وحكمته لا تجد له كاره إلّا !!-الخسران- حكيم لدرجة أنك تسعد ولو قرّب فلانًا أو جعله أعلى منك رتبة لأنك تعلم بأنه يرى مالا ترى أنت فيه وفيك وتعلم " في نفس الوقت " بأنه لن يبخسك حقك وليس بغافل عن أيٍ منكما عادل لدرجة أنك تنام وتصحو قرير العين مُطمئن ما دمت في عهدته كريم ورحيم لدرجة أنك لا تحمل هم قابل الأيام وهو وليَّ أمرك ؛ أستوقفتني حكمة للقمان الحكيم يقول : " يا بني : إذا جلست لذي سلطان ، فليكن بينك وبينه مقعد رجل فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك فينحيك فيكون نقصًا عليك " إقشعر بدني لشديد حكمته وعظيم إدراكه ونور بصيرته فقلت أنَّ لهُ هذا؟ هو من عند الله سبحانه إذا كانت هذه حكمة المُعطى فكيف إذًا حكمة المعطي سبحانه اللتي حكمة لقمان -عليه السلام- وكل ذوي الألباب شيئًا يكاد لا يذكر من حكمته سبحانه ، وكرم حاتم الطائي الذي يُشعل النار في موقدته لكي يراه المارة والمسافرون ويكرمهم هي لا شيء عند كرم الله تعالى ولو إجتهدت في محاولة إدراك كرمه وجوده رحمته عظمته حكمته سبحانه لا تستطيع وإعلم أن الله أكبر من ظنك ولو كان كبيرًا جدًا أوليس الله أكبر؟ ابتدأت في مثال
" ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض "
" ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم "
لكي أُقرّب ما أريد الوصول إليه ولو قليلاً وليسهل عليكم إدراكه قال من أرجو شفاعته ﷺ " لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه " لطالما بحثت عن أنه ﷺ قال " لا يؤمن " ولم يقل لا يُحسن مثلاً أو لا يُسلم قد قيل في : " النفي لكمال الإيمان ونهايته والمراد لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان وكماله وقيل : نفيٌ لأصل الإيمان لانتفاء بعض أركانه وقيل: نفيٌ لكمال الإيمان الواجب لانتفاء بعض واجباته ".
.... عندما تقرأ عن قصص الأنبياء والصحابة والسابقين منذ بدأت حياتهم إلى أن انتهت وكيف كانت رحمه وحكمة الله فيها من مكان لأخر ومن موضع لأخر ومن حكمة لأخرى من رحمة لرحمة من ظنهم بأنهم هزموا فيأتيهم نصر الله من المفاضلة بين الصحابة منهم من غسلته الملائكة ومنهم من اهتز لموته عرش الرحمن سبحانه من غسلته الملائكة لم ينل شرف أن يهتز لموته عرش الرحمن ومن اهتز له عرش الرحمن لم ينل شرف أن تغسله الملائكة وعلى هذا فَقِس ذاك لعمله نال كرامته وذاك أيضًا ولم يكن الله سبحانه بغافل عما عمل هذا وذاك والآخرون ومن بعدهم ونحن ومن سيأتي بعدنا كله عندي ربي في كتاب لا يضل ربّي ولا ينسى.
سبحانه من جعل عمل من يأتي آخر الزمان مثل أجر خمسين من الصحابه لرحمته وحكمته متى ما أدرك الإنسان بأنه لن يبلغ إدراكه ولو إجتهد عظمة من يعبد وحكمة ورحمة وجود من يقف بين يديه هل سيحسد أحد هل سيقول:
لماذا فلان بهذا المكان؟ وكأنه أحكم من الله!
أو لماذا فلان وقع عليه هذا البلاء؟ وكأنه أرحم أو أعلم من الله!
أو لماذا فلان مُعدم؟ وكأنه يُذكر الله -تعالى الله-
بقلم : دلال الشمري