أعرف أن هذا المقال يُعرض بطريقة مُغايرة - فكرةً وألفاظًا وعرضًا - عمّا ألفه الأحبّة الكرام وما هي إلا مشاعر حُب وشوق واشتياق من صدر صاحبها وأحاسيس وورود من كاتبها نُثرت على أهلها فإن قبلها القارئ فعدلٌ وإنصاف وإن كان قبول متردد فعِراك مع هوى نفس لعلك أن تكون منتصرا
وإن خالفت هذا وذاك فالبدر يضيء للساري ليلة خمسة عشر وهو بعيد عنه وعنّا
قارئي الكريم : بعد يومين - بإذن الله تعالى - سأتجه إلى جزء من بلادنا الغالية إلى عسير إلى أبها و النّماص لعدة أيام ، وحيث كنت في الأيام الماضية عاقدا العزم على أن أكون في حائل فعذرا حائل يا ديرة الطيّبين كما وصفك الأمير سعود بن محمد آل سعود - رحمه الله - في قصيدته الشهيرة .
برفقة طيّب السيرة والسريرة الغالي - أبو عمر عايش الحربي - متجهين إلى عسير وما فيها من أحبّة جمعتني بهم ذكريات طيّبة - دراسة وزمالة وجيرة - بذكرهم وذكراهم تحلو بهم الحياة ولا زالت .
عسيرٌ سراتُها وتهامتُها بأبهاها و خميسها ونماصها وتنومتها و ألمعها(رجال ألمع) وسراتها(سراة عبيدة) وبارقها ومحايلها ( محايل عسير التي يسكن فيها أعزُّ حبيب من أعز اثنين أوّلهما : جارٌ كريم شهم أخذ سنام المرجلة وجمّلت صورته الجميلة قبيلة ومنطقة ومحافظة بسمعته الطيّبة إنه : أبو إبراهيم حسن عسيري جارنا في حلّنا وترحالنا لأربعة عشر عاما والآخر عالي القدر محب الخير في الفرشة في سراة عبيدة طيّبُ خُلق مُليء أدبا وعقلا مباركا أينما كان ، فبورك بالاثنين ) فعودا على عسير و محافظاتها التي أنجبت رجالا لهم بصماتٌ خالدة في الحدِّ الجنوبي تُذكر فتُشكر وأهالي الجنوب بالإجمال إلى أبواب الخير والمكارم أقرب ، و عسير الرائعة بأهلها وأشجارها و عبق ورودها وريحانها و فلِّها وكاديها و جبالها ووديانها وشعابها رؤيتها تجلب للنفس انشراحا و للصدر اتساعا وللقلب ارتياحا متى ما قرُبت لأحد من أهلها خطوةً أسرك بأخلاقه وحسن طِباعه
وإن رأيت خلاف ذلك فحقيقة أقّرها العلم بقلة الهواء (الأكسجين) وماهو إلا وقت قليل حتى تعود إليك تلك الأخلاق أكثرَ لمعانا وبريقا .
عسير جزء غالٍ من وطننا ، عسير سماؤها سماؤنا ، وأرضها أرضنا ، وماؤها ماؤنا ، وكل ما فيها لنا ، وكل ما لنا لها ، فهواؤها عليل ، وكل ما فيها جميل وجميل
لا تغاري : يا حائل فأنت وأبها مجْمَعا طيبٍ وعينان في رأس فأنتما عروسان جمالا وطيبا ،
فأنا في أبها و شوقي لحائل خلجات صدر و أحاسيس ومشاعر متقاربة الحال ، في قادم أيامنا هناك كمن يذهب إلى بيت أبيه لا وجود لأمه فيه لكن رائحة الأم باقية في جنبات هذا بيته .
أبها و عسير بأكملها جزء من ثرى وطننا العظيم لكن عندما نستذكر حائل فالمشاعر أحيانا خارج السيطرة كيف لا و حائل عندي بمكان القلب من الجسد
ألا ليت الغيوم والسحاب تنقاد وتعانقني ونتجه و إياها سويا إلى جبليّ أجا وسلمى لتتراقص هي طربا وأُنسا .
عزاؤنا في قادم الأيام - بإذن الله تعالى - أن رائحة الخالة (أبها ) تُنسي رائحة الأم (حائل) أياما لكن حائل ما يغني عنها أحد وأُطمئن الأم أني أُبلّغ ( أبها البهيّة) سلامها
ودمتم و إياها و إياها بخير ،
والحافظ هو الله والحافظ هو الله .
وعلى الخير نلتقي .
سالم بن دوّاس المهيني الشمّري