ها قد اشرقت علينا أيام العشر من ذي الحجة ، هذة الأيام الفضيلة التي ما أشرقت شمس على خير منها حيث تفيض ساعاتها بالخير الوفير ونداءات التكبير .
صاحب الحظ العظيم فيها هو من أدرك مدى فضل العمل الصالح فيها وتدارك لحظاتها بما يعود عليه بجزيل الثواب والأجور المضاعفة.
ولعلّ أعظم هذه الأيام فضلًا ذلك اليوم المشهُود الذي شهد كمال الدين وتمام النعمة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
أنه ( يوم المُباهاة العظيم ) يوم عرفة ذلك اليوم الذي يحدث فيه أن الله بجلال قدره وعظيم سلطانه يُباهي بنا نحن أهل الأرض الخطاؤون دومًا ملائكة السماء المعصومون أبدًا.
هل شهدتُم فضلاً أعظم من هذا ؟
وهل هناك ماهو أشد سخاءً من هذا الكرم الإلهي الذي مَنَّ الله به علينا ليشمل الجميع في يوم عرفة؟
فجعل الحاج فيه يخرج منه وقد شهد ميلادًا جديدًا لعُمره من النقاء ، وغير الحاج إن صام فيه كفّر عنه صيامه ذُنوب عام ماضٍ وعام آتٍ ، كما ورد في فَضْل صيامه (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)
ولأنه يوم المغفرة والرحمة والعتق من النيران
حريٌ بنا أن نكثر فيه من كل مايقربنا من الله من تلاوات وصلوات وصدقات ، وينبغي علينا أن نُكثر من هذا الدعاء الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
(خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)
ولِنتَوسل إلى الله أن يَقبلنا ويتَقبل منّا في كل حين ،
ختامًا ، ارجو من الله يكتب لي ولكم في هذا اليوم الفضيل دعواتٌ مُجابة ، وأن يقول لأمانينا التي ملأت قلوبنا كوني فتكون.
( هاجر بنت محمد )
*كاتبة سعودية*