( وطني دُمْتَ شامخًا )
تستهويني كثيرًا ، هذه الأبيات من تلك القصيدة التي نظمها الشاعر الكبير مصطفى صادق الرافعي في حب الوطن :
بلادي هواها في لِساني و في دَمي
يُمجّدُها قلبي و يَدعو لها فَمِي.
ولا خيّرَ فيمن لا يُحبُّ بلادَهُ
ولا فِي حليفِ الحُبِّ إن لَم يُتَيَّمِ.
إنَّ أعذب ما تغنَّى به الشعراء قديمًا وحديثًا ، وأجمل ما كتب عنه الأدباء على مر العُصُور هو " حُب الأوطان "
إنَّه الوطن ، ذلك الحب الكبير الذي يسكن قلوبنا ، حبٌ فطري جُبلت عليه أرواحنا ، حب مقيم فينا ماحيينا في حلنا وترحالنا .
وكيف لا يُحب المرء موطنه الذي نشأ فيه ، وهو الحضن الدافيء الذي ضمّه منذُ الطفولة حتى المشيب ، وأغدق عليه من خيراته ، وكان له ينبوعاً من العطاء لا يَنْضب.
الوطن بإيجازٍ شديد ، ما وصفه الدكتور غازي القصيبي "رحمه الله " بقوله :
( الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالإنتماء والدفء والإحساس بالكرامة )
ومن أسمى دَلائِل هذا الحُب ، عمق الشعور الداخلي ، بالإنتماء لكل شبرٍ في أرض الوطن ، من شرقه إلى غربه ، ومن شماله إلى جنوبه، والاعتزاز به ، والولاء الخالص له ولولاة أمره سواء كُنّا في داخل الوطن أو خارجه ، والدفاع عنه بأقوالنا وأفعالنا أمام كُل من يُسيىء له ، والتضحية من أجله.
والأهم من هذا كله ، ألاَّ يكون هذا الحب والإنتماء والولاء مُجرد شعارات نهتف بها ، وأغاريد نترنم بها، بل ينبغي أن يُتَرجَم إلى أفعالٍ تُرى على أرض الواقع ، لتسهم في خدمة هذا الوطن وازدهاره.
وطني ، ها قد حلَّ موعد تلك الذكرى الخالدة بقلب كُلَّ مُواطن ومُواطنة ، ذكرى تأسيس هذه البلاد العظيمة، المترامية الأطراف على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود ، تحت مُسمى ( المملكة العربية السعودية ) وتوحيدها تحت رايةٍ واحدة وهي راية التوحيد ، لتضم جميع أرجاء هذا الوطن الغالي .
وطني ، دُمت شامخًا وسالمًا دومًا ، لِتَحتَفي كل عام في الثالث والعشرون من سبتمبر بذكرى التأسيس والتوحيد.
وطني ، يا قبلة المسلمين ، يا من حويت الحرمين أطهر بقاع الأرض واحتويت من فيها وكل قاصدٍ لها .
أهديك في يومك الوطني كُلَّ حبي ، وجُلَّ دعواتي بأن يكلؤك رَبَّ السماء بعنايته ويحفظك من كُل متربص وحاقد، وأن يُديم عليك وعلينا نعمة الأمن والأمان.
وطني كل عام وأنت في خيرٍ وإلى خير . ودُمت في عز وسلام .
بقلم /
هاجر بنت محمد
*كاتبة سعودية*