[ALIGN=CENTER]![COLOR=red]في مجتمعنا .. ما هو النظام ؟[/COLOR]
ما زلتُ أتذكر - حينما كنتُ طالباً ذات يومٍ ما - ذلك الأستاذ الآيرلندي "المرح" في أحد المعاهد التي خضتُ معها عراكاً طويلاً من أجل إتمام سنةٍ من سنواتها الآنفة ! ، عندما سألنا جميعاً : ما هو "النظام" ؟! ، فلم ينجح أحدنا بـ "الإجابة" عليه ، عطفاً على قلة - قليلة - ممن إجتازوا إمتحان اللغة الإنجليزية للتخصص في أنظمة المحاسبة التجارية آنذاك ! ، إذ كانت إجابة السؤال ذاته تحتاج إلى شروحاتٍ مُطولةٍ في مُجتمع ذات ثقافة مُضمحلة الأوجه ، فضلاً عن "الأنوف" و ثقافتها في التقبيل حتى يومنا هذا ، على الرغم من أننا لم نزل نترقب - سعادة - اللقاح أن يأتي من الخارج ليُعالجنا إزاء عدوى الإنفلونزا الشهيرة من أنفِ كل خنزيرٍ "قذر" ، كما تأتي الأنظمة الخارجية ، لمُعالجة بعض عقولنا أحياناً ! .. .
أما عن "النظام" ، و صرامتهِ .. فما نزال عالقين داخل بؤرةٍ من "هلام" شفافٍ للدرجة التي يُخيل لك خلوها من أدنى نظامٍ أكان مُفعلاً ، أم ماكثاً على ورقةٍ تنتظر التفعيل ! ، و إن إحتصينا عدد الأوراق - المُنتظمة - فوق بعضها البعض لما أنتهينا من تعدادها "المُمل" ! ، لا سيما و أن "الإنتظام" المُنتج للمُحيط الإجتماعي السائد عن ماهيتهِ يكاد يندثر ! ، لأنك سوفَ تشعر بالإعياء و أنتَ تُعدد كل مثلبةٍ علينا ، و بخاصة إن إعترفنا بفشلنا "العظيم" لإتباع أي طريق نظامي يؤهلك كفردٍ لأن تصفه نظاماً ، و هنا "الإشكال" ... .
لا أبالغ أبداً ، إن قلتُ بأني شخص يُجيد المُراوغة ! ، أم إن كنتُ كاتباً يُتقن فنون "النقد" لتظهر للقارئ - بحكم ثقافته - على إعتبار أنها طبقاً لذيذاً من المدائح ! ، فيما هي هجاء - وراثي - مكنون في نفوسنا ككتاب ، لربما أنه مسموم من حيث لا نعلم ، حيث بتنا أكثر المُجتمعات قراءة لـ "السم" ، و لكن بنكهة "العسل" ! ، و إذ من المتوقع أن يسألني قارئ ما عن فرضية هذا "الكلام" من أن يكون واقعاً ، إنما حتماً سأحيله إلى "النظام" ! ، لأني أكثر الأفراد إيماناً و جزماً بنفيه من "الوجود" ، و إن بدى فهو كالسحابة - الباردة - و المُحملة بوابلٍ يسقط مُنتظماً ، بينما الأرض هي من تُشرخ إنتظامه ، و تُبعثر قطراتهِ "العذبة" هنا و هناك ، حتى يجفَّ .. و كأن شيئاً لم يكن ! ، فلمَ نعاود الإرهاق مُجدداً للتقنين و التشريع - الفاعل - لأجل مُجتمع "فاعل" ؟! و هو أقل ما يستوجب فعله أن يحترم "النظام" كمُفردةٍ تُقرأ ، أم كأداة يؤخذ بها في التغليب العملي أياً تكن الغالبية العظمى من مُجتمعنا - المثالي - إسماً و شكلاً فقط ! ، فأي نعم أن أرباب المناصب ما لبثوا و أن تكون - بشوتهم - المُطرزة بلون الذهب "الكاذب" في واجهةِ ذات المُجتمع حين الأخذ بقماشها "المُثير" للمراء و العنجهية المُفرطة بكل مثالية زائفة و تكون مُدعاة لـ "الإحترام" ! ، فيما البعض الآخر منهم يلتف عن "النسق" الواحد - كمنظومةٍ واحدة - من أجل إبن فلان ، و أب علان ! ، حتى يُغتصب النظام ، كما هو حال الفتاة "البكر" في ريعان شبابها ، و في نهاية الأمر نظل نتوسل السماء أن تهبنا "سحابة" صيف طيلة العام لكي تحجب عنا شمساً ، لا تُحجب بـ "غربال" ! ... .
لا يبدو و أن أكثر ما يشمئز منه الإنسان السعودي "الناضج" هو كلمة "نظام" ! ، فهي في واقعٍ يوصم بالعشوائية قد تكون أمراً خديجاً مجهول المصدر ، و في الواقع الآخر قد تبدو عُرفاً و طبيعة - إجتماعية - جُبلوا عليها أهل تلك الأرض المُثمرة دوماً بفضل نظامية "الحرث" المؤدي إلى حصد "النظام" ! ، و المُحرض لأن تصبح هذه الكلمة هي مجموعة من "السُحب" المُمطرة بالدُرر الثمينة التي لا تُبعثرها أرضهم بسبب نمطية "الفساد" المُتشكلة لدينا نحنُ بني أطهر الأراضي في الكرة الأرضية ، قبل أن تتحول من الشكل "النمطي" المعروف أسلوباً و طريقة و أداءاً ، إلى "وحلٍ" قد يغرق به القاصي و الداني ، الفاضل و المُنحط ، الرفيع و "الدنيء" ، و كل ذلك لسببٍ : أننا نعي قراءة النظام جيداً ، بينما دائماً ، نستعصي "التطبيق" ! .. .[/ALIGN]
[COLOR=blue]
وليد بن مساعد
كاتب سعودي
خاص " عين حائل "
waleedooh@hotmail.com[/COLOR]