مدونتي..
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
الآية هذه أحبها جداً وفيها الكثير من المعاني العظيمة،والوقفات للتأمل
تحمل الآية الأمل الذي ينبعث من قاع اليأس ..
أولا.. بعد أن كان موسى عليه السلام خائفا فزعا وفرعون يريد الإمساك به.. ماذا فعل ليحمي نفسه؟
خرج وانطلق إلى أرض ثانية ،نتعلم من ذلك أن الخروج من منطقة الراحة والبذل بالأسباب
مفتاح النجاح ويفتح لك أبواب أخرى لم تنتبه لها من قبل.
ثانيًا:عندما وصل إلى مدين وعند البئر بادر بفعل الخير ومساعدة النساء وسقى لهما بكل احترام ورقي لأنه يقدس المرأة وذلك بسبب تربية أمه العظيمة وحبها له ..
الحب الذي غير قوانين العالم وأرجع ذلك الرضيع لحضن أمه بعد أن كان بين يدي العدو ،لكن حبها له ويقينها بربها أرجعه لها بخطة إلهية لم تأتي بخاطرها،لأن رب العباد وعدها وهوأحكم الحاكمين.
على حسب قوانين البشر كان من المفترض يُقتل موسى ذلك العام ولكن رغم ذلك
تربى في بيت فرعون (العدو)،بعد أن حنت عليه آسيا امرأة فرعون واتخذته ابنًا لها.
ثالثًا: بعد أن سقى لهما تولى إلى الظل أي وكأنه يريد أن يرتاح من المعاناة والتعب الذي لاقاه من هروبه ،وبعدها تذكر ربه وناجاه واعترف بضعفه وفقره..مع ذكر الخير الذي يمتلكه ممتنا لله.. ماذا حدث بعد الدعاء؟
فتحت له أبواب الخير والرزق.. حصل على رجل صالح بمثابة القائد والأب له (شعيب) عليه السلام وحصل على عمل يجني منه المال، وحصل أيضًا على وعد الزواج من إحدى بنات شعيب.
وبعدها أصبح كليم الله،نستفيد من ذلك كله مهما كانت الظروف فقط اعمل واجتهد وتيقن بأن هناك مخرج لكل ضائقة،وأن فعل الخير والمبادرة سيرجع إليك بالمنفعة العظيمة
وأن أفضل المناجاة هي مناجاة العبد لربه.
الكاتبة : المدربة حليمة الهندي / مكة