- (أبنائنا بخير )
كَثُرَ في الآونة الأخيرة عبارات ساخرة يتداولها المجتمع في المجالس الخاصة أو في البرامج واللقاءات أو عن طريق التواصل الاجتماعي حول شبابنا وفتياتنا ، بأنهم أصبحوا لايدركون مسؤوليتهم ، وليس لديهم مشاعر أو احساس كما كانت لدى آبائهم من الجيل السابق ( جيل الطيبين ) وأنهم للأسف الشديد بمزلقٍ خطير وأمامهم تحديات كبيرة تهدد استقامتهم وصلاحهم بسبب اشكالهم وملابسهم وسلوكياتهم وغيرها من الملاحظات المتداولة من قبل بعض المتشائمين واصحاب النظرة السوداوية والمتربصين لزلات هؤلاء الشباب والفتيات ، فهم دائما يحالوا أن يعظموا صنائع أفعالهم وأنهم الجيل المثالي والمكافح والذي عانى من صعوبة الظروف وكافح ، ومن المستحيل أن يكونوا أبنائهم مثل الجيل السابق، ونسوا أنهم أيام شبابهم مروا بمراهقة؛ من حيث الاهتمام بالشكل أو الشعر أو السيارات ولو عادوا لصورهم القديمة أيام المراهقة لوجدوا اشكالهم عليها ملاحظات ، عزيزي الأب وعزيزة الأم وبنظرة متفائلة نعيش اليوم بين أبنائنا في بيوتنا وفي الاجتماعات العائلية وفي الاماكن العامة وفي الجامعة وغيرها من محطات الحياة ،وبكل أمانة أنقل لكم حقيقة أبنائنا ومن خلال التواصل معهم من قرب في الجامعة والأماكن الأخرى فهم مبدعين ومتميزين ، فاليوم نجد منهم الاحترام والتقدير والتعامل الراقي والهمة والفزعة والكرم والمروءة والشهامة في وقت المناسبات والازمات حيث تجدهم على هبة الاستعداد في تقديم المساعدة ومد يد العون بكل مايملكونه من قوة وإمكانيات ،وهذا واقع كما كانوا آبائهم أمهاتهم ، بل قد ابالغ أن قلت أنهم تفوق على الاجيال السابقة في بعض الميادين والمجالات، فقد اصبحنا نرى بأم أعيننا من أبنائنا ؛ المعلمين المتميزين ،و الأطباء في بعض التخصصات النادرة و النوعية وفي ارقى المستشفيات ،والمهندسين على أعلى المستويات ، والطيارين ، والدعم الفني ،والممرضين والمحامين ،والقانونين ،والمحاسبين والإعلامين وغيرها في المجالات والميادين الأخرى؛ يقدمون واجبهم بكل وفاء وأمانة وإخلاص لدينهم ومليكهم ووطنهم ، وعلى هذا يجب أن نتجاهل سفاسف الأمور وأن ننظر لمستقبلهم بكل أمل وتفاءل وأن نعزز لديهم روح التعاون في الحياة الاجتماعية والعملية ، وأن نشد على أياديهم فهم عماد الوطن ومستقبلة وقوته البشرية ،وأن نطمئن أن أبنائنا بخير ، فكل زمان له ظروفه وهباته ، ففي فترة المراهقة ربما لايدركها المراهق في وقتها ، ومن ثم يأتي وقت يستنكر تلك السلوكيات وهذا أمرًا طبيعي ،لأن العمر مراحل ولكل مرحلة اهتمام خاص،،،
الدكتور / عبدالله بن حمود الجميل
باحث تربوي وأكاديمي في جامعة حائل
ahhham@hotmail.com