( المنهج الوطني لرياض الأطفال والوحدات الاستقصائية وتذوق المرونة )
كلنا نعرف أن رياض الأطفال ليست مرحلة عابرة من مراحل التعليم بل هي منطلق فعال في تأسيس وتدريب الطفل وتوجيهه. كلمة تدريب ليست بمحض الصدفة وأنما مقصودة فكل أنسان قابل للتعود على التكرار وكلما تكرر الشيء أعتاد المرء على فعلة وكلما تعود تدرب ومن هذه الممارسة يحقق الهدف . وقد يكون هذا المنهج قائم على خصائص المعلمة المطلعة – المخططة – المتجاوبة ، المتوافقة مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ التي عبرت على اهتمامها بالطفولة المبكرة والتركيز على بناء قدرات المعلمات لتكون نقطة قوة لدعم أنطلاقها في تأهيل المعلمات والقادة التربوية . معلمة مخططة لا يوقفها شيء لبلوغ الهدف . منهج متجدد يختلف عما سبق ببعض الأمور ولكنه يتفق في الركائز على الثقافة الإسلامية والهوية الوطنية والتعددات الثقافية كل ركيزة تكمل الأخرى وتشمل المضمون. على سبيل المثال في وقت الوصول نقطة أنطلاق للطفل يحدد يومه كله بناء على الأنشطة والبرامج المتاحة أمامه ممكن يثيره ويزيد حماسه لبقية اليوم . البيئة المادية كائن حي لا يتنفس لا يتحرك لكنه منفس وروح وحياة للطفل فيه يغذي بصيرته ويرضي ميوله . ويشكل حاجاته ويشبع فضوله من خلال مناطق تعليمية مهيئة على حسب حاجات الطفل فكل منطقة تتوفر فيها مقتنيات مثيرة لكل تساؤلات الطفل و التحري ثم الفرز فالمناقشة و آخر جزء من حلقة الوصل وهي التطبيق. بناء على طاولة ( ستيم ) التفاعلية يحدث بها الاستقصاء من خلال وضع وسائل مثيرة للتفكير وتخلق وسط جذاب للطفل فتدفعه للتجربة . من قال أن المنهج لم يتغير فلم نبقى على عهد التجربة الفردية للطبيعة و للعلوم أصبح هناك طاولة مضيئة ملفته تغير مجرى النشاط إلى متجدد من ألوان مختلفة تطلق العنان في التخيل والاندماج بمجموعات صغيرة في مراكز التعلم .
وقد تم اتاحة الفرصة لمعلمات رياض الأطفال لدخول دورة الفنون السمعية لخلق فكرة شاملة عن ما يوفر بمنطقة الايقاع والحركة من أدوات سمعية كالطرق والميكرفون والسماعات لتنمية هذه الفنون وليست سمعية فقط ممكن إضافة أوشحة ورايات للحركة . كما هو الحال في منطقة الرياضيات و الألعاب إضافة مرايا عكسية تنمي التفكير بكل الجهات الأربعة وتوصل التفكير الباطن بالتفكير المترجم بصنع مجسمات رياضية مهارية . و لتغذية الحواس الخمس فأن المنهج الوطني لم يقصر بتغذية جانب عن جانب آخر كما استثار بملئ التغذية البصرية للبيئة المادية أيضا استحوذ بملئ التغذية السمعية كتجهيز منطقتين حسب مفهوم اليوم الذي أتضح في خريطة المفاهيم من استقصاء الأطفال في تساؤلات ماذا تعرف عن الحشرات ؟ وماذا تريد أن تعرف ؟ في منطقة التقنية حتى يشاهد الطفل التغذية الراجعة لمفهومه الجديد ( النمل ) مثلا يشاهد مقطع فيديو من جهاز وفرته ميزانية المنهج الوطني ( فرق النمل ) وهم يتعاونون على حمل قطع الطعام الثقيلة وذاك التوازن بين كل عمل فردي . وعندما يرتدي السماعة ليستمع إلى قصة نمل النبي سليمان في منطقة الاستماع ترسخ له قيم التعاطف والرحمة والتعاون والعطاء. ممكن أختيار منطقة الطبيعة والعلوم لإضافة أنواع من النمل بصندوق آمن لإشباع فضولهم . طريقة أخرى لاختيار المفاهيم في ذاك اليوم خرج الأطفال إلى الملعب الخارجي وسقط طفل على الأرض وجرح معصمه وتسائل طفل آخر عن العلاج وآخر عن لاصقات الجروح فهنا يكون دور المعلمة كي تضيف مفهوم يثير اهتمامات الطفل وحاجاته وعمل خريطة مفاهيم وممكن أن تكون أسبوع أو اكثر حسب بلوغ قمة الفضول لديه ثم اشباعه. ثم سؤالهم نهاية الأسبوع كيف تعلمت؟ وماذا تعلمت ؟ وذلك بتقسيم الاطفال مجموعات صغيره ممكن نجعل لكل مجموعه اسم او لون او اسوارة او بطاقة أو تاج حسب ابداعات المعلمة وطريقتها . معلمة متطلعة لكتب استقصائية ممكن الرجوع إليها في منصة روضتي وقناة عين اثرائية تفيد في توضيح الصورة وأيضا جدول خطة أسبوعية فارغة بعد ايقونة كتب تستطع معلمة رياض الأطفال من خلال نسخ
لصق من الكتب الموجودة في المنصة واضافة الخطة الإلكترونية والاستغناء عن كتابتها ورقي . معلمة متجاوبة لديها أتساع فائق للثصور والتأمل والملاحظة خاصة في الأسابيع التمهيدية التي تفتح أبواب كثيرة من الرغبة والتطلع للغد . معلمة متجاوبة وتخلق الشراكة مع الأسر وهي أحد الاستراتيجيات الهامة في تطوير التعليم في مرحلة الطفولة ، فالواقع الحالي مهم جدا للشراكة بين المعلم والأسرة في علاقة تبادلية للتغلب على الكثير من المشكلات من خلال الاشتراك الفعلي أو التفاعل بمواقع التواصل الاجتماعي . هناك تجدد مستمر والارتباط بالماضي وسط كل هذه التطور يعني عدم التقدم ، يعني البقاء بمكانك نفسه رغم أنه الكل يتقدم عليك . بشكل عام اطار المنهج الوطني يسعى دوما إلى تعليم عالي الجودة لضمان بيئة وتجربة تعليمية ثابتة طوال مراحلهم الدراسية ويصف الإطار المبادئ والنظريات ونتائج البحوث والمعايير التعلم المبكرالنمائية للطفل . لذلك من قال بأن المنهج الوطني هو نفسه ولم يتغير شيء وقد استحدثت بأن حاجات الطفل وما يريده هي المنبر وقد كنا نلقن كل هذه السنين عليه ما يملي علينا من وحدات ومايجب علينا من مسؤليات ونحن نغفل و كنا نردد منهج رياض الأطفال مرن مرن ، ولم نكن نتذوق المرونة أبدا ! .
بقلم معلمة رياض الأطفال الروضة الثلاثون بحائل
الأستاذة : ورده عوده السعدي