تعد المقابلات الصحفية مع الشخصيات البارزة والمؤثرة، فرصة حاسمة للتعرف على وجهات نظرهم وتوجهاتهم لفهم القضايا المهمة التي تشغلهم وكيف يفكرون بها، ومن بين الشخصيات البارزة على الساحة الدولية يتصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العناوين الصحفية والإخبارية العالمية بجرأته ورؤيته الفذة والطموحة للنهوض بالمملكة العربية السعودية سياسيًا واقتصاديًا واجماعيًا.
لذلك تتطلع المؤسسات الصحفية الكبرى لجذب الرأي العام على مستوى العالم من خلال تعريفهم بالقضايا المؤثرة دوليًا، والتي تتعلق برؤى الدول والحكام ذات التأثير العالمي في الوقت المعاصر، إذ أضحى العالم بأسره في بوتقة واحدة بفعل التقنية الحديثة، لذلك انتبهت قناة فوكس نيوز إلى الدور البارز والمؤثر الذي تؤديه المملكة العربية السعودية في خدمة دول العالم عن طريق التعاون الدولي، وكذلك بروزها بشكل واضح في الشرق الأوسط، ولا يخفى أن تلك المكانة المؤثرة للمملكة العربية السعودية نتجت عن قيادتها الحكيمة، التي تتمثل في الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير الملهم محمد بن سلمان، الذي تصدر المنصات العالمية في الأيام الماضية بعد تلك المقابلة التي أوضحت لشعوب العالم مدى الحكمة والرؤية الثاقبة التي يتمتع بها الأمير الشاب، والتي أهلته لأن ينتقل في خلال سنوات معدودات بالمملكة العربية السعودية إلى مكانها الأجدر بها بين دول العالم.
إذ انتهزت قناة فوكس نيوز تلك الفرصة للتعريف برؤية المملكة العربية السعودية وتطلعاتها نحو المستقبل، وكذلك هدفت إلى إبراز رؤية الأمير محمد بن سلمان تجاه بعض القضايا الدولية، ونظرته للعلاقات الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تلقى العالم تلك المقابلة باهتمام بالغ، مما يعكس قوة هذه المقابلة وأهميته وتأثيرها عالميًا، لذلك نرصد بعض النقاط المهمة في حديث سمو ولي العهد وأجوبته الحكيمة والمنظمة على ما وجه إليه من تساؤلات، ومن أهم تلك النقاط تطرق الأمير محمد بن سلمان للعديد من القضايا برؤية ثاقبة ومنظمة وحكيمة، إذ أبرز في حديثه أهمية العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وأكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة، ثم تطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية التي تشغل العالم حاليًا، وتحدث عن جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وأكد على ضرورة التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات، كما تناول الأزمة اليمنية والدور الذي تلعبه المملكة في السعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وقد مثلت القضية الفلسطينية أهم القضايا التي تناولها بحديثه، إذ أكد على دعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، مع اشتراط تحسين حياة الشعب الفلسطيني كشرط أساسي في تطبيع العلاقة مع إسرائيل، كما أبرز ولي العهد بقوة وثبات إلى تطور المملكة ونموها في كافة الاتجاهات، وذلك من خلال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمت مؤخرًا، وأشار إلى أهمية روية ٢٠٣٠ والتحول الشامل في الاقتصاد السعودي، ورغبته في العمل على تنوع مصادر الدخل، ولم يغفل كذلك الإشارة إلى ما حققته السعودية من تقدم في مجال حقوق المرأة وتمكينها من المشاركة في شتى المجالات، وتحدث ولي العهد عن رؤية المملكة للابتكار وتطوير الاقتصاد الرقمي وأهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتكنلوجيا المعلومات.
كما تطرق ولي العهد إلى مناقشة التحديات والانتقادات التي تواجهها المملكة، وعرض رؤيته تجاه تلك التحديات، وأعرب عن التزامه بتحقيق العدالة وتعزيز حقوق الإنسان والعمل علىإصلاح المنظومة القضائية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وواقعها المرموق، لتتضافر جملة الإصلاحات وتظهر قدرة المملكة على تحقيق أهدافها تحت قيادة ولي العهد الذي أظهر ريادته وقدرته على تحقيق الأهداف المرجوة، التي تعكس همته وتطلعاته للارتقاء بوطنه وشعبه.
الكاتب/ فيصل المرواني
مهتم بالإدارة الاستراتيجية والأمنية