من منطلق الاهتمام والحرص على سلامة المجتمع من آفة المخدرات وحماية شباب اليوم و مستقبل الغد، قام نخبة من المهتمين الافاضل اصحاب الغيرة و المسؤولية بانشأ جمعية أرشدني بمدينة حائل لمكافحة المخدرات وتأهيل المدمنين الراغبين في التعافي من الإدمان و الانخراط في المجتمع، وأُتيحت لي فرصة زيارة الجمعية و التقيت مع مديرها التنفيذي الاستاذ/ ناصر الدغفق ومدير العلاقات العامة بالجمعية الأستاذ / عبد السلام ماهن العنزي للوقوف عن قرب على برامج الجمعية لمكافحة المخدرات. وحقيقة أبهرني البرنامج الذي أعدته الجمعية حيث تهدف الجمعية إلى وضع وإعداد خطط وبرامج علاجية وتوعوية تثقيفية وإرشادية لمكافحة انتشار المخدرات والسيطرة على الظاهرة من خلال نشر الوعي بين جيل الشباب. وتوعية المجتمع حول مخاطر المخدرات. وتملك الجمعية كادراً مهنياً مؤهلاً من الأخصائيين والمرشدين أصحاب الخبرة في مجال مكافحة المخدرات.
وتقوم الجمعية بدور كبير في تأهيل المدمنين حيث نجحت مؤخراً في تأهيل أكثر من( ١٩ ) مدمن وحققت نجاحاً باهراً في مساعدتهم على التعافي من الادمان رغم حداثة تجربة الجمعية في هذا المجال الأمر الذي يعكس حجم الجهود الجبارة العظيمة التي تقدمها الجمعية ، ولا يقتصر دور الجمعية في التأهيل والتعافي فقط بل يمتد الأمر الى توفير وظائف للذين يلتزمون بخطة التعافي وذلك بالتعاون مع الغرفة التجارية بمنطقة حائل، بأشراف مباشر من رئيس الغرفة الاستاذ / هاني الخليفي كما تقوم الجمعية بتقديم عدد من الدورات التدريبية في الحاسب واللغة الإنجليزية والكشف الطبي المجاني على الأشخاص، كما تنظم محاضرات دينية وحلقات تحفيظ القران وتصحيح التلاوة .
وتعتبر جمعية أرشدني من أفضل الجمعيات وأنشطها في مجال مكافحة المخدرات وتأهيل المدمنين بمنطقة حائل ويتولى رئاستها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة حائل حفظه الله وهو الداعم الأكبر لها ، كما يقوم أبناء المعجل رحمه الله تعالى (أوقاف المعجل) بدور انساني وديني ووطني غير مسبوق بتوفير مبنى جديد على الطراز الحديث بمساحة كبيرة وفي موقع حيوي مساهمة منهم في حماية المجتمع من آفة المخدرات وهو أمر غير مستغرب على هذه الأسرة المباركة التي درجت على المساهمة في فعل الخير وخدمة منطقة حائل منذ مدة ليست بالقصيرة، وتعمل جمعية أرشدني بالتوازي مع إدارة مكافحة المخدرات بتطويق خطر المخدرات وحماية المجتمع من أفة المخدرات وتأهيل المدمنين للانخراط في المجتمع.
وتقدم الجمعية أيضا برنامج الدعم الذاتي الذي يعد جزءاً مهماً للمدمنين من وسائل علاج الإدمان ويقوم على دعم المدمنين بعضهم بعضاً من خلال خبراتهم ومعاناتهم مع الإدمان والعزم على تجنب الوقوع في براثن المخدرات، والابتعاد عن الانتكاسة -لا سمح الله- باعتباره جزءاً مهماً من برنامج الرعاية اللاحقة في علاج الإدمان، فمدمن المخدرات يمر بمرحلة سحب السموم من الجسم سواء في المستشفى أو العيادات الخارجية، ثم يبدأ التأهيل العلاجي كي يستمر في التعافي من الإدمان وهو أحد برامج التأهيل، وهو برنامج الدعم الذاتي للمدمنين، حيث يلتحق المدمن بإحدى المجموعات العلاجية.
نسأل الله أن يبارك في جهودهم و يجعل ما يقدمونه من جهود وخدمات جليلة للمجتمع في موازين حسناتهم.
وتمد الجمعية أياديها لأهل الخير والمسؤولين والإعلام للمساهمة والمشاركة معها مادياً وعينياً في دعم الجمعية حتى تؤدي رسالتها العظيمة السامية المتمثلة في دحر آفة المخدرات والمحافظة على شباب اليوم ومستقبل المملكة المشرق.
الكاتب / فيصل المرواني
مهتم بالادارة الاستراتيجية