[ALIGN=CENTER][COLOR=red]دستور مملكة النحل ... الحلقة السابعة عشرة [/COLOR]
بعد كلام الحارس للملكة شعرت أن هناك أمرا سيئا قد حصل في الخلية دون علم أحد . ملكتنا الفتية أحبَّت أن تتأكد وتعرف السبب الذي جعل مجموعة من النحل تتغير عن طبيعتها .
وعندما ألقى الليل رداءه على الدنيا أُطفئت شموع الخلية وأخلد الجميع للنوم ما عدا الملكة والحارس الذي أخبرها عن حال النحل ، وبعد منصف الليل تسللت الملكة بخفية نحو أسرَّة العاملات مع الحارس ، وعند سماعها لهمس العاملات وضحكاتهن المريبة شكَّت في الأمر ثم استمرت الملكة في مراقبتها للعاملات تحت جنح الظلام فعرفت أنهن يخفين أمرا عظيما .
بعد ذلك وبحذر شديد عادت الملكة إلى غرفتها مع الحارس ..
الحارس : ما رأيك سيدتي فيما سمعتِ .
الملكة : حتماً أيها الحارس أن هناك أمر عظيم يدبر لنا في الخفاء ونحن إن لم نتحرك ونعرف ما هو فسوف تحصل لنا كارثة عظيمة .
الحارس : سيدتي أنا رهن إشارتك فماذا تأمرين .
الملكة : لابد من إعداد خطة كي نكشف بها المستور ، أريدك الآن أن تذهب بكل هدوء ودون أن يشعر بك أحد ثم تحضر لي إحدى العاملات وإن سألتك عن سبب استدعائي لها فقل أن الملكة متوعكة وتريد منك ملازمتها هذه الليلة .
الحارس : حسنا سيدتي .
ذهب الحارس إلى أسرة العاملات ثم أوقد شمعة وعند ملاحظة العاملات مجئ الحارس تظاهرن بالنوم كي لا ينكشف أمرهن ، نادى الحارس بصوت منخفض إحدى العاملات قائلا .
الحارس : أيتها العاملة انهضي فأنا أريدك في أمر هام .
العاملة : تتظاهر بالنوم أممممممممم ماذا تريد أيها الحارس .
الحارس : الملكة مريضة وتريد إحدى العاملات بجانبها وأنا اخترتك لهذه المهمة .
العاملة : ماذا مولاتي مريضة ، حسنا حسنا سآتي معك .
طبعا بقية العاملات يتظاهرن بالنوم وقد سمعن الحوار الذي دار بين الحارس والعاملة فحصل لهن راحة بال لأنهن يعتقدن أن أمرهن لم ينكشف حتى الآن .
اصطحب الحارس العاملة إلى غرفة الملكة وعندما وصلا طلبت الملكة من الحارس أن يغلق الباب .
العاملة : سيدتي ماذا جرى لك هل أنت مريضة أنا خائفة عليك .
الملكة : صغيرتي لا تقلقي فأنا كما ترين في أتم حال ولله الحمد ، ثم ما بال لسانك ثقيل في الكلام هل تشتكين من شيء صغيرتي .
العاملة : لا لا سيدتي أنا كما ترين بخير .
الملكة : صغيرتي لا تخافي لكن أُصدُقِيني القول ما بالك أنت وصويحباتك لا ترغبن بالعمل كما أننا لاحظنا عليكن أنكن لا تنمن جيدا و سمعناكن تتحدثن عن شراب غريب لم أسمع به في حياتي ،، ما هو شراب السعادة الذي تتحدثن عنه في أسرتكن هلا أخبرتني عزيزتي .
( العاملة ترتجف من الخوف والذهول ،، كيف عرفت الملكة بأمرهن ) بدأت العاملة تنهار عندما أيقنت أن الملكة عندها علم بكل ما يجري كما أن أسلوب الملكة كان سببا قويا في جعل العاملة تعترف بكل شيء .
العاملة : ( تبكي ) سيدتي سأخبرك بكل شيء ... ثم حكت العاملة للملكة كل ما جرى من أول يوم تعرفت فيه على الذباب الذي أنقذها من شبك العنكبوت حتى هذا اليوم ..
الملكة : صغيرتي لا تخافي إن في الأمر حيلة مدبرة وأنتم وقعتم ضحية لذلك الذباب القذر لكن لابد أن أعرف من الذي طلب من الذباب أن يجعلكن مدمنات على شراب السكران المحرم في الدستور .
العاملة : ( تبكِ من شدة الخجل ) سيدتي أرجوكِ أن تصفحي عنا .
الملكة : يا إلهي ،، صغيرتي كفي عن البكاء فأنت وصويحباتك لستن مجرمات بل ضحايا لمؤامرة قذرة وسوف أبطل بإذن الله كيد المعتدي . أما الآن عزيزتي أريدك أن تعودي إلى سريرك وغدا سوف نحسم أمر هذه المؤامرة القذرة . أما أنت أيها الحارس ففي الصباح الباكر اجمع النحل في صالة الخلية وأخبرهم أن هناك أمر مهم يجب أن أخبرهم به .
الحارس : حسنا سيدتي .
وفي الصباح أخبر الحارس جميع أفراد الطائفة أن الملكة تريد أن تعقد اجتماعا طارئا في صالة الخلية ، وعند اجتماع النحل خرجت الملكة من غرفتها ووقفت أمام النحل ثم استدعت النحلة التي اعترفت لها بحال النحل المدمن وعندما مثلت أمامها طلبت منها أن تخبرها بأسماء جميع أصدقائها الذين وقعوا ضحية للذباب القذر .
الملكة : عزيزتي أخبرينا مَن مِن الطائفة كان يشاركك في تناول شراب السعادة .
وعندما سمع أفراد النحل سؤال الملكة اندهش من الموقف !!!
العاملة التي اعترفت : سيدتي إن رفاقي هم فلان وفلان وفلان وفلانة وفلانة و و و .... إلخ .
ثم أخذت العاملة تعدد أمام جمع النحل أسماء رفاقها الذين كانوا يشاركونها في تناول شراب السعادة والذي كان سببا في خمولهم وكرههم للعمل .
وكل من ذُكِر اسمه طأطأ برأسه خجلا من هذا الموقف .
الملكة : كل من سمع اسمه من الذكور أو العاملات يخرج من مكانه ويقف أمامي .
ثم خرج جميع النحل المدمن ومثل أمام الملكة والجميع يبكي من شدة الخجل .
الملكة : أعزائي لتعلموا أن هناك فرق بين المذنب والضحية .... [/ALIGN]
[COLOR=blue]تابعونا في الحلقة المقبلة
ناصر الهواوي
" عين حائل "
Nasir321n@hotmail.com[/COLOR]