[ALIGN=CENTER][COLOR=red]العلاقة بين المواطن السعودي .. و النفط[/COLOR]
تخيل - عزيزي القارئ - أنه لا يزال هناك إعتقاد "جازم" من قبل بني العرب عن ثمة علاقة "نسبية" بين المواطن السعودي و النفط ! ، نسبة - و تيقناً أيضاً - بحجم المداخيل النفطية - المهولة - للمملكة ! ، و أنها بفضل هذا الثراء لا زالت تتبوأ عرش الإقتصاد فضلاً عن كونها الحاضن للمشاعر المقدسة و ما تمتلكه من قاعدة قوية من الممكن أن تتصدى لأية "أزمة" و إن كانت عالمية ضاربة لأعتى و أقوى دول العالم المُتقدم و المُتحضر و "المُتغطرس" كذلك ، فمن حقه أن يُباهي و يُفاخر ! ، سيما و أنه "نعمة" للشعوب العربية ! ، فهو المُصنع للسيارات و المُنتج لبراءات الإختراع ، و المُكتشف لأدق ما لا يُرى بالعين التي تقبع في محجر الرجل العربي ، و السعودي على وجه التحديد ... .
نحنُ لسنا "عالة" على العالم الأول ، بحكم المكوث طويلاً ضمن الدول النامية و المُستهلكة ! ، و لكننا مُجرد هالة بترولية عظيمة ! ، فكل ما نكتنزه لدينا ننتدبه لأقاصي هذه الكرة الأرضية طلباً للفائدة و النفع كيفما تشكل و تنوع ، إذ أننا نبيع كل سوائل البترول - ببراميلها - لأمريكا لكي تصنع لنا "كابريس" من طراز LTZ ! ، حتى نشتريها بأثمان خيالية جداً ، تماماً مثلما يُبتعث الطالب هناك ، و يعود إلينا مُكللاً بالإغتراب و يجد أن كل الطموحات و الآمال العالقة في ذاكرته ، هي محض "خيال" بعيد ! .. .
و رغم هذه الحقائق - الدامغة - حد الألم ، فلا نزال صورة من "الخيال" أيضاً في أذهان الكثير من الأخوة العرب عن ذات "الرابط" الهلامي بين مواطن سعودي ، و برميل من "نفط" لم يكن ذا يومٍ ما رافداً له أم عليه في الأصل ! ، فمن أين تأتي هذه الإعتقادات - الخاطئة - كماً و كيفاً ؟! ، و من الذي يبث من بين العالم بأسره هذه الصور من "الرغد" لحياة الشعب السعودي ؟! ، و لاحظ - أخي القارئ - أني أتحدث عن "شعب" هو الوجه الحقيقي للمفارقة في خانة الطبقة "الوسطى" من المُجتمع ! ، الشعب الذي كان ذات يومٍ ما هانئاً - مُنتعشاً - بين طيات و ثنايا "طفرة" إقتصادية و معيشية قد شارفت منذ أمدٍ طويل على أن تُصبح راهن الوقت كما لو أنها "مطوية" من الورق تحمل في بياضه ذكرى كان لها عهدها "الخالد" ! ، و إنما لم يعد إزاء ذلك الزمن ما هو راغباً لـ "خلود" حقبة راهنة تكالبت فيها أوجه الأزمات بكل صنوفها المُدوية و الباعثة لـ "التشاؤل" المُمتزج بالأمل ! ، فالمواطن اليوم أشبه بمن يغرق في أوحال "الجشع" في المسكن ! ، و هو الذي يعترف - و بالإحصاء القاطع - عن كونه نسبة لما يفوق 80% ممن يقطن في بيوت سكنية بالإيجار ! ، و هو المُتأمل - الحالم - لأن يمتلك بطاقة التأمين الصحي لتغنيه عن "مرمطة" المستشفيات الحكومية و مواعيدها - بالسنوات - عطفاً على "الغلاء" الشاهق في الغذاء و الدواء ! ، ناهيك عن أحلامه و تخيلاته الكبيرة عن بناء "منزل" يُريحه من إستئجار "شقة" لا تزيد مساحتها عن 150 متر مُربع بالكاد أن تكون لـ "أعزب" ، فكيف بـ "عائلة" بأكملها ؟! ... .
أنا لا ألوم مُجتمعي لطالما أني غصنٌ من أغصانه المائلة نحو "التقشف" المادي ، و "الجفاف" المعنوي ! ، على إعتبار أن أكثر من 70% من المواطنين يمتثلون في "طوابير" من الأرقام أمام البنوك و المؤسسات النقدية طلباً للقروض ! ، و لا ألقي "اللوم" الأكبر على من يستنشد "الأرزاق" على مدار السنة مُقابل "شاشة" عرض للأسهم السعودية ! ، و ليس بـ "ملوم" ، من يصطف فوق الأرصفة بمحاذاة قصر "فاخر" و في يده "معروض" ليستجدي منه المساعدة المالية جراء الديون ، أم طلباً لـ "علاج" والده المُقعد في الخارج لسبب أن المستشفى الحكومي المُجاور يرفض علاجه ! ، و لا أدفع كل "الملامة" إلا لمن لا يزال يذكرنا بـ "الخير" ، و أننا شعب عنوانه النفط و البترول ! .. .[/ALIGN]
[COLOR=blue]وليد بن مساعد
كاتب سعودي
" عين حائل خاص "
[/COLOR]